شهدت منطقة البلقان حدثين انتخابيين مهمين امس، أحدهما انتهاء الاستفتاء على مشروع دستور جديد لصربيا أثار جدلاً واسعاً بسبب تصديه لاستقلال كوسوفو، والآخر جولة الإعادة الحاسمة في الانتخابات الرئاسية البلغارية التي أشارت المعلومات الى فوز الرئيس الحالي غيورغي بارفانوف بولاية ثانية مدتها خمس سنوات. واتسم يوم أمس في صربيا، بحملات دعائية لكل الاطراف السياسية الرئيسة والكنيسة الارثوذكسية نقلها التلفزيون الحكومي، حضت الناخبين على المشاركة في التصويت وتأييد الدستور، إثر المخاوف من فشل الاستفتاء في تأمين مشاركة نصف مجموع المسجلين في اللوائح الانتخابية البالغ عددهم ستة ملايين و600 ألف ناخب، وذلك بعد مفاجأة النتيجة المتدنية لليوم الأول أول من أمس السبت التي لم تكن متوقعة اذ تجاوزت قليلاً نسبة 17 في المئة من الذين يحق لهم التصويت. لكن الاستطلاعات التي أجريت أمس، رجحت ان تبلغ نسبة المشاركة ما بين 50 و55 في المئة من مجموع الناخبين، وأن غالبية الذين أدلوا بأصواتهم، أيدوا مشروع الدستور. وقال المراقبون ان تدني التصويت، لا علاقة له بإقليم كوسوفو الذي هو القضية الرئيسة في الدستور الجديد، لأن الصرب عموماً تقريباً يرفضون انفصال الإقليم، وإنما السبب يعود الى استياء الشباب من الذهاب الى مراكز الاقتراع بسبب البطالة المتفشية بينهم واتهاماتهم للسياسيين بالفساد والجريمة المنظمة، ما جعل بحسب رأي الشباب الأوضاع الاقتصادية الصعبة تخيم على صربيا، والحال نفسها تقسم حالياً شباب وانتخابات كل دول منطقة البلقان. وفي حال نجاح الاستفتاء لمصلحة الدستور، فإنه سيكون الأول لجمهورية صربيا المستقلة بعد تفكك يوغوسلافيا السابقة، والذي ينص بوضوح على ان كوسوفو جزء من أراضي صربيا. بلغاريا في بلغاريا، توقعت استطلاعات رأي الناخبين ان يحصل الرئيس الحالي الاشتراكي غيورغي بارفانوف 49 عاماً على اكثر من 65 في المئة من مجموع أصوات الذين شاركوا في اقتراع جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية البلغارية امس، متقدما بفارق كبير على منافسه اليميني المتشدد فولين سيديروف 50 عاماً زعيم"الحزب القومي"أتاكا. وأهمية فوز بارفانوف، أنه الرئيس الذي قاد بلغاريا في مرحلة ترشيح انضمامها الى الاتحاد الأوروبي وسيواصل ذلك خلال السنوات الخمس الاولى لعضويتها التي تبدأ في الاول من كانون الثاني يناير المقبل. واعتمد بارفانوف في فوزه على تأييد"الحزب الاشتراكي"الحاكم الذي كان يقوده قبل توليه الرئاسة، اضافة الى دعم الأقلية التركية والتجمعات المدنية. وعلى رغم اخفاق سيديروف في الفوز، فإن المراقبين في العاصمة البلغارية صوفيا يرون ان دخوله الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة يمثل"تصاعداً في قوة اليمين المتطرف الذي انتعش نتيجة الاستياء الشعبي من الأوضاع الاقتصادية السيئة وانتشار الفساد والجريمة المنظمة وعيش اكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، وبعد انضمامها الى الاتحاد الاوروبي ستكون أفقر الدول الاعضاء فيه". وكان"حزب أتاكا"قد حصل على 8 في المئة من الاصوات في الانتخابات الاشتراعية العام الماضي، واتخذ نوابه في البرلمان مواقف مناهضة للأقليات البلغارية والانضمام الى حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، اضافة الى كراهية الاجانب. وبدأ بارفانوف حياته العملية مؤرخاً وباحثاً علمياً، وأصبح في 1996 رئيساً"للحزب الاشتراكي البلغاري"وريث حزب العمل الشيوعي السابق، وقدم استقالته من الحزب عام 2001 بعد انتخابه رئيساً للجمهورية، وسيكون بارفانوف مؤثراً في الوضع البلغاري المقبل، لأن منصب الرئاسة في بلاده يتمتع بصلاحية نقض أي قانون يصدره البرلمان.