يتسلم الرئيس البلغاري الجديد غيورغي بارفانوف مهام منصبه للسنوات الخمس المقبلة اليوم، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام البرلمان في العاصمة صوفيا أول من امس، ليكون أول رئيس يساري يجرى انتخابه بالاقتراع السري المباشر منذ سقوط النظام الشيوعي. وأكد بارفانوف 45 عاماً في خطابه الأول كرئيس انه سيعمل، بما لديه من صلاحيات، على تنفيذ التزاماته الانتخابية في التركيز على القضايا الاجتماعية التي تتطلب تغييرات جوهرية في مقدمها معالجة معاناة المواطنين من خلال رفع مستوى المعيشة من طريق محاربة الفقر والبطالة اضافة الى ايجاد حلول للمشكلات الداخلية. وفي الشأن الخارجي أشار الى انه سيسعى الى تنشيط علاقات التعاون مع الدول العربية ومنطقة البلقان وروسيا وأوكرانيا والشركاء الاستراتيجيين، والعمل من اجل انضمام بلغاريا الى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي. وخاض بارفانوف الانتخابات الرئاسية مرشحاً لليسار الاشتراكي، حيث الحق الهزيمة بالجولة الثانية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بمنافسه الرئيس السابق بيتار ستويانوف ذي التوجهات الغربية والأطلسية المدعوم من الديموقراطيين الذين يتزعمهم ورئيس الحكومة الملك السابق سيمون الثاني. وتنحى بارفانوف، بعد فوزه عن زعامة الحزب الاشتراكي المعارض الذي يشكل امتداداً "لحزب العمال البلغاري الشيوعي" سابقاً، وذلك باعتباره رئيساً لكل البلغار، بموجب الدستور "بغض النظر عن العرق او الدين او الانتماء السياسي". وساد الاعتقاد ان فوز بارفانوف جاء نتيجة لاتساع فقر المواطنين بسبب ضغوط الدول الغربية ومؤسساتها المالية في تنفيذ الخصخصة الارتجالية السريعة التي أدّت الى تدمير وسائل الانتاج وما رافق ذلك من فساد وثراء فاحش لفئة قليلة مرتبطة بتنظيمات الجريمة المنظمة الدولية المافيا، ما جعل لشعاره "أنا بجانبكم" موقعاً بين الشباب الذين سئموا الاحباط والصعوبات الاقتصادية.