كشف كتاب عن سيرة كولن باول وزير الخارجية الاميركي السابق ان باول حذر الرئيس جورج بوش خلال لقائهما الاخير في كانون الثاني يناير 2005 من انه يواجه حركة تمرد صعبة في العراق، فيما نفت وزيرة الخارجية الاميركية بشدة ان يكون قد تم تحذيرها من مخاطر ارهابية وشيكة قبل شهرين من اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001. وقالت الصحافية في"واشنطن بوست"كارين ديونغ في مقاطع من كتابها الذي يتضمن سيرة باول، نشرتها الصحيفة الاحد ان وزير الخارجية السابق قال لبوش ان الانتخابات المقبلة في العراق والترويج للديموقراطية في هذا البلد لن يؤديا الى الحد من التمرد. كما حذر من ان الانقسامات بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الاقوى سياسياً تؤدي الى تقويض الجهود الديبلوماسية الشاملة لبوش بما في ذلك في القضايا الكبرى مثل البرنامج النووي الكوري الشمالي والنزاع العربي - الاسرائيلي. وكتبت ديونغ ان باول، الذي كان البيت الابيض قد طلب منه قبل اسابيع من ذلك الاستقالة، وجد ان بوش غير مهتم بنصائحه الديبلوماسية كما كان في السنوات السابقة. ووصف باول الاجتماع الذي كان آخر لقاء وجهاً لوجه مع بوش قبل تعيين كوندوليزا رايس وزيرة للخارجية بأنه"غريب جدا". وقال ان"الرئيس لم يكن يعرف سبب وجودي"في هذا الاجتماع. وقالت ديونغ في الكتاب ان باول، العسكري السابق الذي قال اكدت استطلاعات الرأي حينذاك انه الشخصية الاكثر جدارة بالثقة في ادارة بوش، استبعد من جانب البيت الابيض خلال ولايته في الخارجية التي استمرت اربع سنوات. واضافت ان كبار المسؤولين في ادارة بوش وخصوصا نائب الرئيس ديك تشيني سعوا الى استبعاده منذ البداية مع انه عبر عن دعمه العلني للحرب في العراق بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001. وقال باول في بداية 2004 ان"هناك اشخاصا يريدون التخلص مني. الوضع على هذا الحال منذ تعييني"وزيرا للخارجية. وسيصدر كتاب"جندي: حياة كولن باول"في العاشر من تشرين الاول اكتوبر الجاري، وهو واحد من كتب عدة تنتقد سياسة ادارة بوش في غزو العراق واحتلاله أبرزها كتاب بعنوان"انكار الواقع"ستيت اوف دينايل للصحافي بوب وودورد ينتقد فيه ادارة بوش للحرب على العراق ومحاولتها تضليل الرأي العام الأميركي عن تدهور الأوضاع في هذا البلد حتى عندما كانت التقارير داخل البيت الابيض تشير الى تراجع مستمر في العراق. وقال وودورد الاحد في مقال نشرته صحيفة"واشنطن بوست"ومأخوذ من الكتاب نفسه"كان هناك اختلاف كبير بين المعلومات التي كان يملكها البيت الابيض ووزارة الدفاع البنتاغون حول الوضع في العراق، وما كانا يقولانه في العلن". واضاف"في المذكرات والتقارير والنقاشات الداخلية، عبر كبار المسؤولين في ادارة بوش عن قلقهم ازاء قدرة الولاياتالمتحدة على احلال السلام والاستقرار في العراق وذلك من اولى ايام الاحتلال". الى ذلك، اعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الاحد انه حصل على دعم شخصي من الرئيس بوش وانه لن يستقيل على رغم الانتقادات التي اثيرت بعد صدور كتاب الصحافي الاميركي. وقال رامسفيلد للصحافيين على متن الطائرة التي اقلته الى نيكاراغوا، ردا على سؤال حول ما اذا كان ينوي الاستقالة:"لا، لا، لا"، مضيفاً"كم مرة يجب ان اجيب عن هذا السؤال". وعند اندلاع فضيحة سجن ابو غريب في العراق عام 2004 عرض رامسفيلد استقالته على الرئيس بوش ولكن الرئيس الاميركي رفض هذا الامر. من جهته، اعلن السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد في حديث الى شبكة"سي ان ان"التلفزيونية الاميركية الاحد ان"حركة التمرد في العراق لا تزال تشكل مصدر قلق للمسؤولين الاميركيين، انما اقل من اعمال العنف الطائفية". الا انه رجح ان"يتراجع مستوى العنف العام المقبل مع خطة المصالحة التي عرضها رئيس الوزراء ومع الجهود الامنية التي نقوم بها في بغداد مع العراقيين". الى ذلك، نفت وزيرة الخارجية الاميركية بشدة ان يكون قد تم تحذيرها من مخاطر ارهابية وشيكة قبل شهرين من اعتداءات 11 ايلول 2001 كما كان اكد وودورد في كتابه. ورداً على سؤال بهذا الصدد قالت رايس، التي كانت في ذلك التاريخ مستشارة للأمن القومي في البيت الابيض، انها لا تتذكر انها اجرت لقاء في العاشر من تموز يوليو 2001 مع رئيس المخابرات المركزية الاميركية سي آي اي جورج تينت. وكان وودورد قال في كتابه ان تينت حذر رايس من خطر وقوع عمل ارهابي قبل شهرين من اعتداءات 11 ايلول، لكنها تجاهلت هذا التحذيرالملح بشأن احتمال قيام"القاعدة"باعتداء في الولاياتالمتحدة. وقالت رايس في الطائرة التي تقلها الى الشرق الاوسط قبل توقف في شانون في ايرلندا"لكن الامر الذي انا واثقة منه هو اني كنت سأتذكر لو انه قيل لي كما في هذه الرواية على ما يبدو، انه سيكون هناك اعتداء في الولاياتالمتحدة". واضافت"وأجد من غير المنطقي فكرة اني قد اكون تجاهلت ذلك". وخلال اللقاء مع رايس الذي حضره ايضا مسؤول جهاز المخابرات المركزية الاميركية سي اي ايه المكلف شؤون الارهاب كوفر بلاك، دافع تينت عن فكرة ان"القاعدة"تسعى لمهاجمة المصالح الاميركية وربما الولاياتالمتحدة نفسها وان ذلك ناجم عن مشكلة كبرى في السياسة الخارجية يجب التعامل معها فورا. واضاف الكتاب"تكون انطباع لدى تينت وبلاك بأنهما عاجزان عن التواصل مع رايس. لقد كانت مهذبة لكن كان لديهما انطباع بانها لا تأخذ ما يقولانه بجدية".