أكد مسؤول رفيع في الاتحاد الأفريقي أن الاتحاد مستعد لتولي مهمة حفظ السلام في الصومال، لكنه استبعد نشر 4 آلاف جندي أضافي في إقليم دارفور. وقال مدير شؤون السلم والأمن في الاتحاد جيفري موغوميا إن الزيادة المقترحة لقوة دارفور البالغ قوامها 7 آلاف فرد غير واردة على الأرجح، لافتاً الى أن"الدول الأفريقية مستعدة لتقديم أي عدد من الجنود لحفظ السلام... ولكني أقول لكم قد يكون هذا مستحيلاً". وينظر ديبلوماسيون إلى هذه الزيادة على أنها إجراء موقت قبل نقل محتمل لمهمات حفظ السلام في دارفور إلى قوات تابعة للأمم المتحدة، على رغم معارضة الخرطوم لنشرها في الإقليم. وينتهي تفويض بعثة الاتحاد الأفريقي في 31 كانون الأول ديسمبر المقبل. ويصعب على الإتحاد وضع جداول مناوبة للكتائب العاملة حالياً، ناهيك عن إضافة ست كتائب أخرى تكلف نحو 80 مليون دولار. وقال موغوميا:"أحيانا نحصل على وعود بتلقي أموال ولكنها لا تترجم إلى واقع"، مضيفاً أن وعد الجامعة العربية بتقديم 50 مليون دولار لتعزيز بعثة دارفور لم يُنفذ. لكنه كان أكثر تفاؤلاً حين سُئل عن احتمال نشر قوة تابعة للاتحاد بقيادة أوغندا في الصومال، لتعزيز الحكومة الانتقالية في مواجهة"المحاكم الإسلامية". وأشار إلى أن"القوات الاوغندية مستعدة. وسنذهب هناك إذا رُفع حظر الاسلحة أو تم تعديله"، لافتاً إلى أن مجلس الأمن سيجتمع الشهر المقبل، للبحث في هذا الموضوع الذي يُعد شرطاً مسبقاً للتدخل الأفريقي. وهدد الإسلاميون بمحاربة أي قوة أجنبية، كما اعتبر زعيم"القاعدة"أسامة بن لادن أن مثل هذا التدخل يبرر"الجهاد". غير أن موغوميا أصر على أن القوة الافريقية ستهدئ الوضع ولن تزيده اشتعالاً. وقال:"ما نريده هو حماية الحكومة الفيديرالية الانتقالية حتى لا تعود البلاد إلى حال الفوضى... نريد أن نطفئ النار بالماء". وأضاف:"دائماً ما يكون هناك توافق في الآراء باستثناء صوت واحد... لكن هل يمكن الحصول على توافق مع أسامة بن لادن؟". وعلى رغم أن الحكومة الصومالية مدعومة من الغرب وإثيوبيا التي تعد أكبر القوى في منطقة القرن الافريقي، فإنها لا تملك نفوذاً يُذكر خارج مدينة بيداوة التي تتمركز فيها. ويقول ديبلوماسيون إن وصول طليعة القوة الأوغندية المقترحة ربما يكشف مدى حقيقة خطر الإسلاميين ويُمكن الحكومة من تعبئة ميليشيات مختلفة في شتى أنحاء الصومال. وبرزت أوغندا باعتبارها الدولة الوحيدة التي ربما تتمكن من إرسال قوات إلى الصومال على المدى القصير، إذ أن غالبية الدول الأخرى في الهيئة الحكومية للتنمية"إيغاد"التي سترأس البعثة بالتنسيق مع الإتحاد الأفريقي هي دول متاخمة للصومال وتخشى استدراجها إلى صراع من الممكن أن ينتقل إلى أراضيها. وأشار موغوميا إلى أن أوغندا أعلنت أنها يمكن أن تمول نفسها في الصومال لمدة ستة أشهر، كما يمكن تأمين مزيد من الأموال من الاتحاد الأوروبي أو جهات أخرى لزيادة القوة تدريجياً إلى عشرة آلاف جندي أو أكثر. غير أن كل هذه المبادرات قد تبقى حبراً على ورق ما لم تعدل الأممالمتحدة صيغة الحظر على الأسلحة في الصومال. وقال موغوميا:"لا يمكن بالطبع إرسال جنود عزل". ويأمل الاتحاد الأفريقي في أن يشكل قوة استعداد من خمسة ألوية للتدخل السريع بحلول العام 2010، في إطار مساعيه للتوصل إلى حلول محلية لأزمات القارة. لكن موغوميا قال إن أزمة دارفور حدثت قبل هذه الاستعدادات، لذلك فهو يرحب بتولي الأممالمتحدة مهمات حفظ السلام في الإقليم. وأضاف:"الاتحاد الأفريقي يجد نفسه بين المطرقة والسندان. إذا انسحب فما الذي سيحدث؟ واذا بقي فهل لدينا موارد؟". واعتبر أنه على رغم الانتقادات التي توجه للاتحاد لإخفاقه في وقف المعاناة في دارفور،"فلا بد من إرجاع الفضل إليه في عمليات النشر السريع وتحقيق بعض الاستقرار، على رغم المعوقات". وأضاف:"تتحرك قوات الاتحاد الأفريقي سريعاً في ظل ظروف قاسية. هل جنود الأممالمتحدة قادرون على النوم تحت الأشجار مثل الجنود المحليين؟".