رمى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل الكرة في ملعب واشنطن، رابطاً التزام بلاده قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف تجاربها النووية، بامتناع الولاياتالمتحدة عن"إزعاج"بيونغيانغ. تزامن ذلك مع اختتام وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس زيارتها لموسكو أمس، في إطار جولة آسيوية قامت بها لحشد التأييد للعقوبات التي اقرها مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية. وفي وقت قالت رايس إنها حصلت على تأكيدات من موسكو بالتزام العقوبات، ظهر تردد في هذا الشأن لدى طوكيو وسيول نتيجة قلق العاصمتين من ازدياد التوتر في المنطقة. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية:"انهم يخشون تصعيداً". واحبط هذا التردد خطة رايس لإقامة تحالف رسمي ضد بيونغيانغ تحت شعار"مبادرة الأمن ضد الانتشار"النووي، على أن يلعب هذا التحالف دوراً أساسياً في مراقبة الشحنات الجوية والبحرية من كوريا الشمالية واليها. واعترفت رايس ضمناً بفشل مساعيها، إذ قالت قبل مغادرتها موسكو:"إنها جولة أولى، والملف الكوري الشمالي لا يمكن تسويته دفعة واحدة". وقال مسؤول في الخارجية الأميركية بعد محادثات رايس مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف:"يبدو واضحا أن الروس يأخذون القرار 1718 على محمل الجد، وهم مهتمون بالعمل معنا"في مجال العقوبات. وأفادت تقارير في طوكيو أن البحرية اليابانية تعتزم بدء عمليات البحث عن سفن الشحن الكورية الشمالية في ممرين للملاحة غرب اليابان وجنوبها في إطار العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على بيونغيانغ رداً على تجربتها النووية في التاسع من الشهر الجاري. إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء"كيودو"اليابانية عن مصادر ديبلوماسية قولها إن الزعيم الكوري الشمالي أكد للموفد الصيني عزمه التزام اتفاق نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، والذي ابرم العام 1992. وأضافت المصادر أن"كيم وعد أيضاً بان تعود بلاده إلى طاولة المفاوضات السداسية في مستقبل قريب، شرط أن تتعهد الولاياتالمتحدة برفع عقوباتها المالية عن كوريا الشمالية في مستهل المفاوضات". وأوردت وكالة أنباء"يونهاب"الكورية الجنوبية تصريحات لديبلوماسيين في بكين، مفادها أن كيم أكد انه لا ينوي إجراء تجربة نووية جديدة، لكنه ربط ذلك بامتناع واشنطن عن إزعاج بلاده، في إشارة إلى سعي الولاياتالمتحدة إلى تجميد أرصدة كورية شمالية في الخارج، وإجراء مناورات أميركية في الشطر الجنوبي في شكل مستمر.