سيول، نيويورك، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – دعت الولاياتالمتحدة مجلس الامن امس، الى اصدار قرار ملزم لمعاقبة كوريا الشمالية بعدما اطلقت صاروخاً اعلنت انه وضع «قمراً اصطناعياً للاتصالات» في المدار. لكن المساعي الأميركية والغربية عموماً في مجلس الامن، تواجَه بمعارضة شديدة من الصين وروسيا اللتين تصران على التعامل مع بيونغيانغ ب «حذر وفي شكل متناسب». وقالت السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس، ان بلادها تطالب المنظمة الدولية بتبني «رد واضح وقوي» على اطلاق الصاروخ. وأضافت في حديث الى شبكة «سي بي اس» الاميركية، ان واشنطن تدعو الى اصدار قرار في مجلس الامن يكون ملزماً بحسب القانون الدولي، بحيث يدرك قادة كوريا الشمالية «انهم لا يستطيعون التصرف من دون التعرض للمساءلة». واعتبرت رايس ان اطلاق الصاروخ يشكل «انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي»، مشيرة الى ان الولاياتالمتحدة تجري في هذا الشأن مشاورات خاصة ستستمر في الايام المقبلة، مع شركائها الرئيسين في مجلس الامن. وكانت الدول الاعضاء ال15 في مجلس الامن، فشلت بعد اجتماع دام ثلاث ساعات في نيويورك ليل الاحد - الاثنين، في الخروج بموقف موحد حيال اطلاق الصاروخ. وتلا سفير المكسيك لدى الاممالمتحدة كلود هيلر الذي ترأس بلاده مجلس الامن لهذا الشهر، على الصحافيين بياناً أفاد بأن «اعضاء مجلس الامن اتفقوا على مواصلة المشاورات حول الرد المناسب من قبل المجلس، بما يتوافق مع مسؤولياته نظراً الى خطورة المسألة». وقال ديبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان طالبت ب «ادانة قوية» لكوريا الشمالية، بداعي انها انتهكت القرار 1718 الصادر عام 2006، ويحظر عليها بعد تنفيذها تجربة نووية، «القيام بأي تجربة نووية جديدة او اطلاق اي صاروخ باليستي». لكن روسيا والصين وليبيا وأوغندا وفيتنام دعت الى ضبط النفس، لتجنب إغضاب بيونغيانغ ومن اجل عدم التأثير سلباً في المحادثات السداسية. وأيدت تلك الدول حق كل بلد في الاستخدام السلمي للفضاء. وقال السفير الصيني زهانغ يسوي: «نحن حالياً في ظرف حساس جداً. على كل الدول المعنية أن تبدي ضبط النفس وأن تمتنع عن القيام بأي عمل من شأنه ان يزيد من التوتر». وأضاف: «موقفنا يقول ان رد فعل المجلس يجب ان يكون حذراً ومتناسباً». لكن نظيره الفرنسي جان موريس ريبير اعتبر ان «تكنولوجيا اطلاق الاقمار الاصطناعية والصواريخ الباليستية هي نفسها. ان اطلاق الصاروخ يشكل اذاً انتهاكاً فاضحاً» لقرارات مجلس الامن. في طوكيو، أعلن وزير الخارجية الياباني هيروفومي ناكاسوني ان بلاده ستدفع في اتجاه تبني قرار جديد في مجلس الامن، فيما اعلن الناطق باسم الحكومة اليابانية ان الأخيرة ستبحث يوم الجمعة المقبل في فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية. وفي سيول، قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ-هوان ان «كل الدول أقرت» بأن اطلاق الصاروخ انتهك القرار 1718. وصاغت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا مشروع قرار يمكن تبنيه نهاية الاسبوع الحالي، ويستهدف تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على كوريا الشمالية. لكن السفير الكوري الشمالي لدى الاممالمتحدة شين سون هو قال للصحافيين: «اننا سعداء»، داعياً الى «تهنئة» بلاده. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأن الزعيم كيم جونغ ايل حضر اطلاق الصاروخ في «مركز القيادة والمراقبة العامة»، مشيرة الى انه «أبدى رضاه البالغ لنجاح العلماء والفنيين في اطلاق القمر الاصطناعي بنجاح». في موسكو، نقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر بارز في هيئة الاركان الروسية تأكيده فشل عملية الاطلاق الكورية الشمالية. وقال: «نظامنا لمراقبة الفضاء لم يرصد وضع قمر كوري شمالي في المدار. ومعلوماتنا تفيد بأنه غير موجود بكل بساطة».