قبل أربعة أشهر من وفاة الشاعر الفرنسي آرتور رامبو عام 1891، حملت شقيقته ايزابيل القلم الرصاص وراحت ترسمه ممدداً على فراش الاحتضار. وظل هذا الرسم الأشبه بالوثيقة الفنية طيّ الادراج لدى أحد هواة الفن التشكيلي طوال نصف قرن الى أن خرج الى الضوء أخيراً ونشرته صحيفة"الفيغارو"الفرنسية في ملحقها الأدبي الصادر نهار الخميس الفائت. كان رامبو العائد لتوّه من عدن، قد خضع لجراحة استئصلت فيها ساقه اليمنى في أحد مستشفيات مدينة مرسيليا. هذا الرسم بالقلم الرصاص يجسّد آخر أحوال الشاعر الذي عبر بپ"نعال من ريح"، وخلاله يبدو شبه متراخٍ، يحدّق في نقطة ما في الأعلى، داخل غرفة المستشفى، يداه مسترسلتان وكأنه فعلاً على حافة الموت. كانت ايزابيل شقيقة رامبو تمده بأدوية مخدّرة ليتخلّص من الآلام التي كانت تعتري جسده. إنه رامبو، في السابعة والثلاثين من عمره، ممدداً على فراش الاحتضار، بعدما عاش حياة عاصفة وكتب أجمل القصائد وسافر وغامر وصمت وخاب...