أظهر إحصاء أجراه مجلس الجنوباللبناني ان العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، ادى الى تضرر قرابة 90 ألف منزل في المنطقة الجنوبية، منها 12 ألفاً دمرت كلياً و1300 جزئياً مع عدم صلاحية السكن، فضلاً عن 73 ألفاً اصيبت بأضرار متوسطة وخفيفة. وأعلن الإحصاء في مؤتمر صحافي عقده رئيس المجلس قبلان قبلان في بلدة جناتا - قضاء صور أمس، وأشار خلاله الى"أنها الخطوة الثالثة التي يقوم بها المجلس بعد إزالة الركام وإجراء المسح والتدقيق". وفي انتظار بت رئاسة مجلس الوزراء في الكشوفات التي أرسلت اليها لمباشرة التعويض على المتضررين، بدأ موسم الشتاء يشكل تحدياً للأهالي، وكذلك للجهات المانحة والمغيثة لتسريع عمليات المساعدة التي تأخذ أشكالاً مختلفة. واصلت المملكة العربية السعودية، عبر جمعية الهلال الاحمر السعودي، رفد ابناء القرى الحدودية المتضررة بالمساعدات وبناء المنازل الجاهزة لهم. وأعلنت الجمعية ان بعد بنائها خمسين منزلاً في الحي الشرقي لبلدة عيترون- بنت جبيل، انها باشرت بناء ثلاثين منزلاً آخر في بلدة مركبا - مرجعيون. وعبرت مدينة صور ظهراً تسع شاحنات محملة بثلاثين منزلاً أيضاً، واتجهت شرقاً الى بلدة كفرا - بنت جبيل. غير ان ما يسري على القرى والبلدات الجنوبيةاللبنانية لا يطاول بيوت اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الرشيدية والبرج الشمالي في منطقة صور، والذي كان تعرض الى الاعتداءات الإسرائيلية في حرب تموز الماضي، ما استدعى تحركاً للمؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان شاهد، التي أشارت، في بيان، الى ان فرقاً عدة لمسح الأضرار، بعضها تابع لمجلس الجنوب، وبعضها الآخر لجمعية"جهاد البناء"التابعة لپ"حزب الله"، كشفت على المنازل المتضررة عند أطراف المخيمين وتجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين. وجاء في البيان:"تم بالفعل حصر الأضرار ودفع"حزب الله"تعويضات للمتضررين تراوحت بين 450 و3500 دولار للعائلة. وبدأ اللبنانيون إعادة ترميم منازلهم لكن المفاجأة ان السلطات اللبنانية منعت الفلسطينيين من ترميم منازلهم من دون إبداء الأسباب". واستغربت"هذا التمييز"، داعية"السلطات اللبنانية الى السماح بترميم المنازل، كما دعت الاونروا والفصائل الفلسطينية وجمعيات المجتمع المدني الى تحمل مسؤولياتها". في غضون ذلك، باشر الجنود الاتراك التابعون لقوة الاممالمتحدة المعززة يونيفيل امس، تمركزهم في جوار بلدة دير قانون النهر جنوب شرقي صور. وافاد مراسل وكالة"فرانس برس"ان خيماً نصبت ليلاً لايواء 261 عنصراً وصلوا بحراً وجواً الجمعة الى بيروت، وتنحصر مهمة الجنود الاتراك بالدعم اللوجستي وخصوصاً اعادة بناء البنى التحتية. وقال ضابط تركي رفض كشف هويته:"الجيش اللبناني تأكد من ان لدينا كل ما يلزم، وضابط الارتباط اللبناني كان ودياً جداً". من جهة أخرى، شكت مؤسسة كهرباء لبنان من"تكاثر التعديات في الآونة الأخيرة على شبكات المؤسسة وسرقة الأسلاك النحاسية والأعمدة الحديدية، وخصوصاً تلك التي تركب في منطقتي الجنوب والنبطية من اجل إصلاح الأضرار التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي وبالتالي إعادة التيار الى المواطنين بالسرعة المطلوبة". وأهابت المؤسسة"بجميع المواطنين السهر على سلامة المنشآت والحفاظ عليها لأن استمرار أعمال سرقة الأسلاك النحاسية والأعمدة الحديدية تعود بالضرر في الدرجة الأولى على المشتركين وسينعكس ذلك تأخيراً في إعادة إمدادهم بالتيار الكهربائي". كما طلبت"مساعدة المواطنين من اجل كشف المعتدين ومن أجل تسليمهم الى القضاء ومحاكمتهم وذلك حفاظاً على المال العام وديمومة عمل المؤسسة في توزيع التيار الكهربائي في شكل سليم". الى ذلك، كشف الطاقم الطبي في المستشفى السعودي الميداني اصابة طفلتين بالتهاب السحايا الشوكية لدى معاينتهما في المستشفى الذي يبلغ معدل عدد المراجعين فيه يومياً ما بين ألف و1300 مراجع. وتمّ نقل الطفلتين الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي للمعالجة وعادهما مدير المستشفى الميداني الدكتور خالد بن طارق السعدون. وأعلن المستشفى الميداني عن فاعليات احتفالية تنظمها خلال ايام عيد الفطر لأطفال أيتام ومحتاجين ومرضى.