اتهمت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني سورية بأنها تخرق حظر تمرير أسلحة إلى لبنان فيما طالب رئيس الوزراء ايهود أولمرت الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بعدم بيع صواريخ لسورية. وقالت ليفني خلال لقاء مع مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في القدسالمحتلة أمس إن "سورية تحصل على شرعية دولية بواسطة المفاوضات (التي تجريها) مع إسرائيل، لكنها تقوي المنظمات الإرهابية بخرق الحظر على تمرير السلاح" إلى حزب الله في لبنان. وتطرقت ليفني إلى البرنامج النووي الإيراني وقالت إنه "ينبغي أن تكون هناك مصلحة عالمية بوقف تقدم البرنامج النووي الإيراني وهناك مصلحة كهذه وعلى روسيا ودول أخرى أن تكون شريكة في هذا التوجه". وقالت إن دولة إسرائيل ستستمر في الوجود وأن "إسرائيل هنا وهنا سنبقى وسنحاول حل مشاكلنا المختلفة لكن ينبغي قول ذلك للمجتمع الدولي وأن إسرائيل لن تنتهي". وحول المفاوضات على قضايا الحل الدائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وخصوصا فيما يتعلق بقضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين قالت ليفني إن "دخول لاجئين فلسطينيين إلى إسرائيل يتعارض مع توجه قيام دولتين للشعبين ومن شأنه ان يشكل تآمرا على إسرائيل". وأضافت إنه في المفاوضات مع الفلسطينيين يوجد وعي تجاه التوقعات الدولية واشارت على أنه ينبغي التوصل على اتفاق بشكل مسؤول. وتابعت ليفني أن "العامل الزمني هام لكن المضامين أهم وكل محاولة لجسر فجوة من دون اتفاق مفصل وشامل سيؤدي على مواجهات وأعمال عنف". من جهة أخرى طالب أولمرت وميدفيديف خلال اتصال هاتفي بينهما عدم المصادقة على بيع روسيا أسلحة وخصوصا صواريخ طويلة المدى لسورية. يذكر أن الرئيس السوري بشار الاسد يقوم في هذه الاثناء بزيارة روسيا ويعتزم إبرام صفقة أسلحة تتزود بها سورية. وافادت صحيفة معاريف أمس بأن أولمرت شدد خلال اتصاله مع ميدفيديف على أن تزويد سورية بسلاح متطور من صنع روسيا سيخرق التوازن في الشرق الأوسط. من جانبه شدد ميدفيديف على مدى اهتمام روسيا بأن توافق إسرائيل على المشاركة في مؤتمر سلام حول الشرق الأوسط الذي تعتزم روسيا عقده في موسكو في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وتتحسب إسرائيل من أن تبيع روسيا لسورية صواريخ أرض - جو متطورة من طراز اس- 300وصواريخ أرض - أرض طويلة المدى من طراز "اسكندر - أي" والتي تعتبر الأكثر تطورا من نوعها في العالم ويصل مداها إلى 280كيلومترا وقادرة على حمل رأس متفجر بزنة 480كيلوغراما وبإمكانه ايضا حمل رأس متفجر يحتوي على مواد متفجرة غير تقليدية. وجاء الاتصال الهاتفي بمبادرة أولمرت على خلفية تحسب إسرائيل من نشوء أزمة في العلاقات بين إسرائيل وروسيا لكون إسرائيل حليفة للولايات المتحدة التي تدهورت علاقاتها مع روسيا مؤخرا في أعقاب حرب القوقاز بين روسيا وجورجيا. وتطرق أولمرت خلال المحادثة الهاتفية مع الرئيس الروسي على مسألة بيع إسرائيل أسلحة على جورجيا وهو ما عارضته روسيا وقال أولمرت إن إسرائيل قررت وقف تزويد جورجيا بالسلاح الدفاعي والهجومي على حد سواء. وقالت معاريف إن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أشاروا خلال محادثات أجروها مؤخرا مع نظرائهم الروس على أن "إسرائيل ارتكبت خطأ بتزويدها جورجيا بالسلاح لأن إسرائيل وفرت بذلك حجة لروسيا بأن تبيع صواريخ لسورية". ونقلت عن مصادر سياسية في روسيا قولها إن "هيبة سياسية أهم من المال، هكذا هي العقلية الروسية" وفسرت الصحيفة ذلك على أن روسيا ستكون مستعدة للتنازل عن المال لصفقة الصواريخ مع سورية في حال نجحت بعقد مؤتمر السلام في موسكو بمشاركة الدول العربية والسلطة الفلسطينية وإسرائيل. من جهة أخرى قالت صحيفة هآرتس أمس إن يسود خلاف في وزارة الخارجية الإسرائيلية حول ما إذا كان الدعم الإسرائيلي لجورجيا سيؤدي إلى المزيد من التقارب بين روسيا وسورية. ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن إسرائيل لم تتلق أية معلومات تفيد بأن روسيا مهتمة بمحاسبة إسرائيل على المساعدات الأمنية التي منحتها لجورجيا من خلال منح المزيد من المساعدات العسكرية لسورية.