افادت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس ان الرئيس فلاديمير بوتين وقّع أخيرا تعليمات بتشديد الرقابة على تصدير اسلحة روسية،"بعد ان اقتنع بالادعاءات الاسرائيلية بأن اسلحة روسية بيعت لسورية وصلت الى حزب الله". واعتبر الاعلام العبري التعليمات التي اصدرها الرئيس الروسي في مرسوم رسمي"لفتة طيبة"لرئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت الذي يبدأ اليوم زيارة لموسكو يكرسها أساسا للملف النووي الايراني. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان التعليمات التي أصدرها بوتين"عامة"تؤكد وجوب تشديد الرقابة على تصدير السلاح والتيقن من انه سيصل الى ما سمي"المستعمل النهائي له"، لا الى جهات أخرى. وأضافت انه من الناحية العملية، فإن المقصود اساسا سورية"للحيلولة دون وصول الاسلحة التي تشتريها الى حزب الله وجهات ارهابية"، كما حصل في الحرب الأخيرة. وقضت التعليمات بأن الدولة التي تشتري السلاح من روسيا ستكون خاضعة للرقابة وسيتاح لوفود روسية تفقدها للتأكد من عدم اساءة استعمالها. كما اكدت التعليمات وجوب ان تلتزم الحكومات التي تشتري السلاح الروسي، تقديم تقرير مفصل عن استعماله. وكانت اسرائيل اوفدت الى موسكو قبل شهر مبعوثين عنها ادعوا ان اسلحة روسية الصنع، وتحديدا مضادات للدبابات، استعملها حزب الله في الحرب على لبنان وانها وصلت اليه من سورية. من جهته، قال رئيس مكتب الاتصال اليهودي الروسي ياشا كدمي ان التعليمات الجديدة فارغة المضمون ولا تتعدى كونها تملقاً روسياً عشية زيارة اولمرت. وأضاف للاذاعة العسكرية ان التعليمات الجديدة لم تأت بجديد وان السلطات الروسية تنتهج رقابة شديدة على بيع الاسلحة، الا ان سوء استعمالها"يعود الى دوافع فساد شخصي". الى ذلك، افادت صحيفة"هآرتس"ان اولمرت سيبحث في لقاءاته كبار المسؤولين في موسكو مسألة التعاون النووي بين روسياوايران والصعوبات التي يواجهها مجلس الأمن في بلورة عقوبات ضد ايران. ونقلت الصحيفة عن مصادر روسية انها لا تتوقع مفاجآت في المحادثات عن الملف النووي، وان كلا الجانبين الروسي والاسرائيلي سيتمسك بموقفه، اذ ستكرر روسيا القول انها تدعم ايران في اقامة مفاعل نووي في بوشهر لأغراض مدنية فقط، وان المفاعل يخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية وللوكالة الروسية للطاقة النووية، وان موقف روسيا ما زال يقضي بأن ليس لها مصلحة في حصول ايران على قدرات نووية، وانها تبذل كل جهد مستطاع مع الأسرة الدولية لمنعها من ذلك. في المقابل، سيؤكد اولمرت ان اسرائيل تعول على موقف روسي اشد صرامة تجاه ايران، وان لا تعمل على عرقلة مبادرات دولية لفرض عقوبات على طهران.