يتمنّى منظمو دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ال20 التي تبدأ اليوم وتستمر حتى ال26 من الشهر الجاري في مدينة تورينو الايطالية، أن يتنفسوا الصعداء مع انتهاء مراسم الافتتاح، بسبب عثرات كثيرة غلّفت مراحل التحضير، وإن بات بعضها مألوفاً في الملفات الأولمبية. غير ان"جديد تورينو"تحقيقات مالية مع عدد من أعضاء اللجنة المنظمة وخلاف بين وزارة الصحة واللجنة الأولمبية الدولية على ملف فحص المنشطات ومراقبتها،"أخمد"قبل أيام قليلة من انطلاق المسابقات، فضلاً عن"درب الجلجلة"التي سلكتها شعلة الألعاب. بعد مرور 50 عاماً على احتضان كورتينا أمبيزو الألعاب، تستضيف تورينو أكثر من 2500 رياضية ورياضي من 85 بلداً بينهم ثلاث دول عربية هي: لبنان والمغرب والجزائر. وتحمل دورتها شعار"بناء عالم أفضل وأكثر سلاماً من خلال الرياضة والمثُل الأولمبية". وتجرى المنافسات في ظل استنفار أمني واسع، يشارك فيه نحو 15 ألفاً من رجال الشرطة والقوات المسلحة، كما أرسل حلف شمال الأطلسي ناتو طائرتي انذار مبكّر من طراز"أواكس"، وسيغلق مطار تورينو ثلاث ساعات أمام الحركة الجوية خلال مراسم الافتتاح. في الشهور الأخيرة، بدا أن الألق الأولمبي الشتوي المعهود و"شعاعه الثلجي"باهتان في تورينو وجوارها، واشتكى كثر من عدم الاهتمام والتفاعل الخجول والإقبال الضعيف على شراء تذاكر المسابقات، حتى ان رئيس الاتحاد الايطالي للألعاب الشتوية غياتانو كوبي تمنّى"لو أمكن نقل الألعاب الى ايسلندا، ففي كل يوم كنا نعيش أزمة جديدة علينا العمل على تخطيها". وشعر النجم الكبير ألبرتو تومبا، بطل سباق الانحدار في ثلاث دورات أولمبية والمرشح لإيقاد الشعلة في الافتتاح، أن"الايطاليين لا يفكرون إلا في كرة القدم، ولو أقيمت الدورة في سويسرا مثلاً لكان ذلك أفضل للجميع". وأخذ بعضهم على رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني عدم اهتمامه بالدورة، الحدث الأكبر في إيطاليا منذ استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 1990. ويبدو بيرلوسكوني مشغولاً أكثر بحملته للانتخابات التي ستجرى في نيسان ابريل المقبل، فضلاً عن أنه مولع بكرة القدم. ويلفت فيتوري فيلتري رئيس تحرير صحيفة"ليبرو"الى أن بيرلوسكوني"لم يتزلج أبداً في حياته، ولا يعرف ما هي الثلوج". ولم يشهد تاريخ الدورات الأولمبية"حملة مشينة"طاولت مسيرة الشعلة"الرمز"التي شارك العداء المغربي الأولمبي هشام الكروج في حملها، كما حصل هذه السنة. فمنذ أن خرجت من روما في 8 كانون الأول ديسمبر الماضي تعرّضت الى أكثر من 32 حادثاً من حشود المحتجين، من ضمن حملة ضد"كوكا كولا"التي يتهمونها بتجاهل انتهاكات حقوق العاملين في مصنع للشركة في كولومبيا، ومعارضة اقامة نفق للقطار السريع يربط بين تورينو ومدينة ليون الفرنسية، لاسباب بيئية. ولعل"النقطة الايجابية"في هذه الألعاب القرية الأولمبية التي بلغت كلفة انشائها 174 مليون دولار لأنها تراعي الشروط البيئية كلها، وتضاهي ما كانت عليه في مدينة ليليهامر النروجية العام 1994، وتوفر استهلاكاً في الطاقة نسبته 60 في المئة. وسيتحول قسم منها الى مساكن بعد الألعاب والقسم الآخر الى مركز للأبحاث.