يحبس الاسرائيليون انفاسهم لاستقبال النتائج النهائية التي خلصت اليها لجنة "فينوغراد" المكلفة بالتحقيق في نتائج الحرب الاخيرة على لبنان، اليوم حيث يشتد التوتر بين رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير حربه الحالي ايهود باراك. ويجد باراك زعيم حزب العمل الذي خلف وزير حرب لبنان السابق عمير بيرتس في يديه اوراقاً رابحة بعد انسحاب حزب "اسرائيل بيتنا" بزعامة العنصري افيغدور ليبرمان، الامر الذي سيمكنه من تعزيز مكانته على الخريطة السياسية في (اسرائيل)، كوزير للحرب، وكرئيس قادم للحكومة الاسرائيلية. ولهذا فقد استبق باراك اعلان نتائج "فينوغراد" لمطالبة اولمرت بتقديم موعد الانتخابات، واجرائها بعد سنة من الان بدلا من اجرائها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، الامر الذي سارع اولمرت لرفضه بشكل قاطع. وقال اولمرت للمقربين منه انه يعارض بشكل حازم تقديم موعد الانتخابات للكنيست كما تقترح شخصيات في حزبي العمل والليكود. واعتبر اولمرت: "ان الاعلان اليوم عن انتخابات بعد سنة - هو أمر عديم المسؤولية الوطنية. سنة من الحملة الانتخابية ستكون سنة فوضى لدولة اسرائيل". وقال لاعضاء كتلته: "اعرف ان هناك فضول كبير هذا الاسبوع.. صمدنا في اختبارات في الماضي وسنصمد في الاختبارات في المستقبل ايضا. كديما هو حزب هام، وثمة أهمية كبرى للحفاظ على هذه البنية الحزبية إذ أنها ينبغي أن تقود دولة اسرائيل لسنوات طويلة اخرى". كما نقل مكتب اولمرت رسالة حازمة الى حزب العمل مفادها: رئيس الوزراء لن يدير مفاوضات مع باراك على تقديم موعد الانتخابات ولن يبحث معه الموضوع على الاطلاق. ويعتقد اولمرت بان اية محاولة لتحديد موعد متفق عليه للانتخابات بعد نحو سنة سيدخل اسرائيل في فوضى. وقال مسؤول رفيع في حزب "كاديما" الذي يقوده اولمرت: "لن نستسلم لتهديدات أو املاءات من ايهود باراك. اذا كان يريد - فليبقى واذا كان لا يريد فلينسحب. موعد الانتخابات الذي نعرفه هو تشرين الثاني 2010". واضاف "ستكون عربدة في الميزانية، ولن يكون ممكنا ادارة مسيرة سياسية جدية وحقيقية. وستكون النتيجة تطرف المواقف في الجانب الاسرائيلي وعدم ثقة في الجانب الفلسطيني وفي اوساط دول العالم. وتساءل: اذا كان التقرير قاسيا، واولمرت غير جدير بالبقاء في منصبه، فلماذا نعطيه سنة اخرى في هذا المنصب؟ "هذا يرمي فقط الى تعزيز باراك في وزارة الدفاع. ان ارادوا فليذهبوا الى الانتخابات". وزير المالية روني بار أون المقرب اولمرت، قال "الانتخابات ليست خطة كما تشاء. اذا قرر باراك وحزب العمل أخذ مصيرهم السياسي في ايديهم فلن يكون بوسعهم أن يكونوا اللاعبين الوحيدين في الملعب". عضو الكنيست يوحنان بلاسنر من "كديما" دعا حزب العمل الى عدم خوض خطوة لتقديم موعد الانتخابات. وعقب مسؤولون كبار في حزب العمل على ذلك بسخرية مهاجمين اولمرت وكبار مسؤولي كديما. "فليكفوا عن التهديد. وهم يعرفون انه اذا انسحب باراك فلن تكون هناك حكومة. اذا قرر باراك مغادرة الحكومة، فستكون انتخابات. وقد دفع هذا الوضع الحرج الذي يواجهه اولمرت في ائتلافه الحكومي الى القبول بابتزاز حزب شاس الديني المتطرف وأعلن بان القدس ستستبعد عن طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين. اما في اليسار فادعوا بان "اولمرت باع المسيرة السلمية كي يعزز حكومته.وقالوا: "مرة يعطي رشوة سياسية لشاس فيعيد لهم وزارة الاديان والان يضحي بالمسيرة السلمية كي يرضيهم". وقالت رئيسة كتلة ميرتس زهافا غلئون ان "بيان رئيس الوزراء في موضوع القدس يكشف نواياه الحقيقية. كل التصريحات عن البحث في مسائل اللباب كانت ذر للرماد في عيون الجمهور. الان يمكن أن ننزع الغلاف الوردي والكاذب الذي يلف خط