ألغت اللجنة المركزية لحركة"فتح"اجتماعها الذي كان مقرراً في عمان مساء امس بصورة مفاجئة قبل ساعات من موعده، على رغم وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس وغالبية اعضاء اللجنة الى العاصمة الاردنية. واكدت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"ان خلافات نشبت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس واعضاء في اللجنة المركزية بعد ان فشل عباس في اقناع رفاقه بإعطائه الضوء الاخضر لإقالة حكومة"حماس"التي يرأسها اسماعيل هنية وتشكيل حكومة تكنوقراط. وجاء الغاء اجتماع مركزية"فتح"فيما تزداد المخاوف الفلسطينية من احتمال ان تشن اسرائيل عدواناً عسكرياً واسع النطاق على قطاع غزة بحجة تدفق اسلحة ووسائل قتالية اليه، خصوصاً الصواريخ المضادة للدبابات، وفي الوقت الذي اعلن فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه مستعد للقاء عباس"فورا"لمناقشة عملية السلام المتوقفة. وقال اولمرت في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست:"انا مستعد للقائه عباس فورا اذا اراد ان يتحدث عن خريطة الطريق"، علماً ان رئيس الحكومة الاسرائيلية كان صرح اول من امس ان المساعي لعقد لقاء مع عباس وصلت الى طريق مسدود. وتوعد وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس امس الفلسطينيين في قطاع غزة بمزيد من التصعيد العسكري"للحيلولة دون تحول قطاع غزة الى لبنان آخر". وقال في لقائه مع لجنة الخارجية والأمن ان الحكومة اقرت للجيش القيام بعمليات برية وجوية والتحرك ضد الأنفاق في القطاع. وبرز تناقض بين موقفي الجناح السياسي والجناح العسكري لحركة"حماس"امس في ما يتعلق بالعملية العسكرية الواسعة التي تهدد اسرائيل بشنها على قطاع غزة. اذ اكدت"كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حماس امس انها"تمتلك من الوسائل والاسلحة"ما يمكنها من"مواجهة العدو بقوة في حال قيامه بأي خطوة عسكرية في قطاع غزة"، لكن ناطقاً باسم"حماس"نفى امس ما اسماه ادعاءات اسرائيل عن تدفق السلاح الى قطاع غزة، معتبراً ذلك اختلاقاً لمبررات لعدوان جديد وفي اطار"دعم الجهود المبذولة لإسقاط الحكومة الفلسطينية، وتوفير البيئة المساعدة على ذلك في ظل فشل جهود الإدارة الأميركية في تحقيق هذا الهدف". ومن جهته، نفى رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية دخول اسلحة متطورة الى قطاع غزة وقال:"نؤكد كذب هذه الادعاءات. ان ذلك ما هو الا مبرر لحملة العدوان الشاملة للشعب الفلسطيني، وذلك يأتي ليكشف حقيقة المخطط الاسرائيلي المزعوم والعمل على اسقاط هذه الحكومة الفلسطينية". وكان من المقرر عقد اجتماع مركزية"فتح"في عمان امس من اجل بحث الوضع الفلسطيني والوضع الداخلي لحركة"فتح"وحكومة"حماس"وخيار حكومة الوحدة الوطنية الا ان الرئيس الفلسطيني غادر مكان الاجتماع في مقر المجلس الوطني الفلسطيني وعاد الى اراضي السلطة الوطنية على عجل وتوالت بعد ذلك مغادرة اعضاء اللجنة المركزية للحركة. ولم يصدر بيان رسمي عن اسباب الغاء الاجتماع، لكن مسؤولاً فلسطينياً قال ل"الحياة"ان اعضاء اللجنة المركزية اتفقوا على"تبرير فشل الاجتماع بعدم اكتمال النصاب القانوني وعدم الاتفاق عل جدول الاعمال المطروح". واكد المصدر نفسه ان عباس حاول انتزاع موافقة من اعضاء مركزية"فتح"لاسقاط حكومة"حماس"وتشكيل حكومة تكنوقراط لتجاوز الازمة الداخلية لكن اللجنة رفضت ذلك مصرة على بحث خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية، الامر الذي ادى الى الغاء الاجتماع. واصدرت اللجنة المركزية بياناً جاء فيه انها"قررت تأجيل اجتماعها الى ما بعد عيد الفطر"، عازيةً التأجيل الى"اسباب طارئة تمس أمن الوطن".