كشف "تقرير الاستثمار الدولي" أن المستويات القياسية من الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي إجتذبتها الدول العربية عام 2005 رفعت حجم الرصيد التراكمي لهذه الاستثمارات العاملة في المشاريع الانتاجية العربية إلى نحو 200 بليون دولار. وكذلك أن الاستثمارات العربية، وتحديداً الخليجية، المستثمرة في مشاريع عربية وأجنبية حققت قفزة كبيرة بعدما شهدت تحولاً استراتيجياً مقارنة بالطفرات النفطية السابقة. وأفاد"تقرير الاستثمار الدولي لعام 2006"الذي يعده مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية أنكتاد، ويعتبر أكبر نشاط بحثي ميداني من نوعه، أن القيمة"الدفترية"التراكمية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في الدول العربية بلغت 189.6 بليون دولار في نهاية العام الماضي مقابل أقل من 85 بليون دولار بقليل عام 2000، ما يعني أن نسبة الزيادة التي سجلتها في السنوات الخمس الأخيرة إقتربت من 124 في المئة وبمعدل 25 في المئة سنويا. وأظهر التقرير الذي نشره"أنكتاد"مساء أمس أن مصر تصدرت مجموعة الدول العربية في حجم الاستثمارات المباشرة العاملة فيها والتي زادت قيمتها من 18 بليون دولار عام 2000 إلى 29 بليوناً في نهاية عام 2005. إلا أن قفزة كبيرة وضعت الامارات في المرتبة الثانية بعدما رفعت رصيد الاستثمارات التي إجتذبتها مناطقها الحرة إلى أكثر من 28 بليون دولار. وشهدت حصة السعودية تطورات مماثلة لما حدث في مصر إذ بلغت حصيلتها نحو 26 بليون دولار في 2005 مرتفعة من 17.6 بليون دولار عام 2000. وأسوة بالامارات تكررت قفزة الاستثمارات المباشرة في كل من السودان وسورية، حيث إرتفع حجما رصيديهما في العام الماضي إلى 8.4 و7.9 بليون دولار على التوالي ليسجل كل منهما نسبة زيادة تناهز 400 في المئة. ورفعت نسب زيادة قوية راوحت بين 150 و200 في المئة، رصيد المغرب إلى 23 بليون دولار وتونس إلى 17 بليوناً ولبنان إلى أكثر من 15 بليون دولار والجزائر إلى زهاء 8 بلايين وقطر إلى 6 بلايين، بينما تضاعف رصيد الأردن وعمان إلى 5 و4 بلايين دولار على التوالي. وترافق مع إزدياد حجم الاستثمارات المباشرة، تعاظم، دورها في الدول العربية، وفي حالة واحدة انكماش، إذ شكلت التدفقات الخارجية 71 في المئة من صافي استثمارات الشركات المحلية في لبنان في 2003، ولكن 53 في المئة في العام الماضي. في المقابل إرتفعت هذه النسبة في كل من الأردنوالامارات من 21 إلى 53 في المئة وفي السودان من 41 إلى 52 في المئة، وتضاعفت في قطر لتصل إلى 21 في المئة، وإرتفعت في السعودية من 2 إلى 9 في المئة وفي سورية من 4 إلى 10 في المئة. ولم تسجل تطورات تذكر في بقية الدول ما عدا مصر حيث قفزت من 2 إلى 34 في المئة. ولاحظ التقرير أن الدول الصناعية إحتفظت بدورها مصدراً رئيساً للاستثمارات الأجنبية المباشرة في الدول العربية، لكنه أبرز تزايد حركة تنقل الاستثمارات بين الدول العربية في السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلى أن المتوسط السنوي لهذه الاستثمارات البينية بلغ 8 بلايين دولار في الفترة من 2001 إلى 2005، مقارنة ببليون دولار فقط من 1997 إلى 2000. ولفت إلى تركز معظم التدفقات في أربع بلدان هي: لبنان والسعودية وسورية والامارات. وبيّن أن أسعار النفط وتزايد حجم احتياط العملات الصعبة في كثير من الدول العربية، ساهم في تحول المنطقة إلى مصدر مهم للاستثمارات العربية المباشرة التي ارتفع رصيدها من 14.4 بليون دولار عام 2000، إلى 32.4 بليون العام الماضي. وفي ماوصفه التقرير بپ"تحول استراتيجي"قادته الهيئات الاستثمارية الرسمية في الدول الخليجية، شكلت استثمارات الامارات والكويت والبحرين والسعودية ما يصل إلى 75 في المئة من القيمة الاجمالية للاستثمارات العربية المباشرة في عام 2005. ومن الدول العربية الباقية شهدت الاستثمارات اللبنانية المباشرة زيادة ضخمة في العام الماضي مرتفعة إلى 2.7 بليون دولار. وفيما بقيت الاستثمارات الليبية من دون تغيير وبحدود بليوني دولار، سجلت الاستثمارات المصرية والغربية زيادتين كبيرتين مقتربة من بليون دولار لكل منهما.