بعد أقل من 24 ساعة على اعلان مسؤولين عراقيين اقتحام قوة اميركية مقر المحكمة المركزية العراقية وسط بغداد أول من امس و"تهريب"وزير الكهرباء السابق ايهم السامرائي بعد اصدار حكم بحقه بالسجن سنتين اثر"ادانته بتهم تتعلق بالفساد والاهمال وهدر المال العام"، اعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان السامرائي"موقوف في عهدة الشرطة وسيتم تسليمه الى وزارة العدل كي يقضي فترة حكمه المقررة". ونفى الدباغ التقارير الصحافية التي ذكرت ان السامرائي طلب اللجوء الى السفارة الاميركية في بغداد كونه يحمل الجنسية الاميركية، مؤكدا:"ليس من الوارد ان ينتهك اي طرف قانون هذا البلد". واوضح:"لكن بما ان السامرائي يحمل الجنسية الاميركية، فستؤمن السفارة حمايته اثناء نقله من المنطقة الخضراء الى السجن". وكان مسؤولون عراقيون انتقدوا اقتحام قوات أميركية، بعضها بملابس مدنية، مقر المحكمة و"تهريب"السامرائي الذي أبلغ وكالة"رويترز"بنفسه لاحقاً انه"في حماية الاميركيين لأني احمل الجنسية الاميركية"، لكنه رفض الافصاح عن مكان وجوده. واستنكر وزير العدل هاشم الشبلي في تصريح الى"الحياة""التدخل الاميركي بهذه الطريقة الفجة"واعتبره"عملاً غير مسوغ من الناحية القانونية والاعراف الدولية"، وطالب"الحكومة باتخاذ الاجراءات الاصولية والاتصال بالسفارة الاميركية لاعلامها بخطأ هذه التصرفات كون هذه العملية تعتبر مخالفة للقانون ... ولا يحق لأي جهة الاحتفاظ بالسامرائي او تقرير مصيره سوى القضاء العراقي". واعتبر وزير الدولة حسن الساري"تهريب"السامرائي"اهانة للحكومة وللقضاء العراقي"، مشيراً الى ان"الاميركيين في عملهم هذا سواء في اقتحام المحكمة او ايوائه في السفارة انما يخالفون مبادئ العدل والديموقراطية التي يتحدثون عن نشرها في الشرق الاوسط". كما ندد صباح الساعدي، مسؤول"هيئة النزاهة"في البرلمان العراقي، ب"اقتحام"القوات الاميركية مبنى المحكمة و"تهريب"السامرائي الى مكان مجهول. وكان رئيس"هيئة النزاهة"القاضي راضي الراضي كشف ل"الحياة"عن"محاولات سابقة لتهريب السامرائي من جانب شركة امنية اجنبية تعمل لحسابه خلال فترة التحقيقات الاولية". وكان مصدر في"هيئة النزاهة"أعلن ان الاعتقال كان وفق"اتهامات بالفساد واختلاس اموال عامة في سياق مذكرات صدرت من الهيئة شملت العديد من الوزراء السابقين ووكلاء الوزارات ومديرين عامين هرب بعضهم الى خارج العراق". وتابع ان"مذكرة توقيف"ستصدر بحق وزير آخر في حكومة ابراهيم الجعفري.