في محاولة لاحتواء الأزمة التي أثارتها صحيفة حزب"الغد"بعد نشرها موضوعات اعتُبرت إساءات إلى عشرة من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى أمهات المؤمنين، اعتذر الحزب مجدداً عما نُشر في صحيفته وقرر المجلس الرئاسي للحزب تشكيل مجلس إدارة جديد للصحيفة وإحالة هيئة التحرير والمسؤولين عما نشر على التحقيق، في وقت قرر النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود احالة البلاغ الذي تلقاه أمس من شيخ الازهر الدكتور سيد طنطاوي ضد الصحيفة على المكتب الفني في النيابة العامة لبدء التحقيق في هذا البلاغ وبلاغات عدة أخرى عن الموضوع ذاته. وأشار شيخ الأزهر في بلاغه الذي سلمه بنفسه إلى النائب العام خلال استقباله له أمس برفقة الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور ابراهيم الفيومي إلى أن المقال - الذي حمل عنوان"من عائشة أم المؤمنين إلى عثمان الخليفة الراشد - أسوأ عشر شخصيات في الإسلام"- تناول بالنقد والتجريح والازدراء لبعض الشخصيات الاسلامية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبّر حزب"الغد"، في بيان أمس، عن استيائه مما نشر في صحيفته، مشيراً إلى أنها"لطالما فتحت صفحاتها لعرض مختلف الآراء". وأكد أن ما نُشر لا يعبر عن رأي الحزب، وأن أعضاءه لا يقبلون أن تنشر صحيفتهم عناوين تسيء إلى المشاعر الدينية. إلى ذلك، ألقت السلطات في أسوان أمس القبض على ثلاثة أشخاص ينتمون الى جماعة"الإخوان المسلمين"، في وقت جددت نيابة أمن الدولة العليا حبس عضو مكتب الإرشاد الدكتور محمد مرسي، والقيادي البارز في الجماعة الدكتور عصام العريان لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات. وقُبض على الدكتور مرسي والدكتور العريان وعشرات آخرين من الإخوان خلال تظاهرات تضامنية مع القضاة في أيار مايو الماضي. على صعيد آخر أ ف ب، قال المحامي علي سباق عضو لجنة الحريات في نقابة المحامين ان أسرتي معتقلين اسلاميين ابلغتا النقابة عن اختفائهما. وأضاف لوكالة"فرانس برس"ان زوجة المعتقل عادل أحمد السيد ووالد المعتقل حسام محمد السعيد أبو السعد تقدما بشكوى الى لجنة الحريات في النقابة يؤكدان انهما يبحثان عنهما في السجون وليس لديهما أي علم بمكان احتجازهما. وأوضح ان عادل أحمد السيد اعتقل قبل عام بتهمة الانتماء الى تنظيم سلفي وافرج عنه بعد التحقيق معه في نيابة أمن الدولة غير انه احتجز بعد ذلك بأمر اعتقال اداري بموجب حال الطوارئ واستقر في سجن المرج شرق القاهرة. وتابع ان حسام محمد السعيد اعتقل في 18 آب اغسطس الماضي في المنصورة دلتا النيل ولا يعرف ذووه شيئاً عن مكان احتجازه. وقال الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الانسان حافظ ابو سعدة ل"فرانس برس"ان المنظمة تتابع الحالتين، وانها وثّقت 43 حالة اختفاء قسري من السجون المصرية منذ مطلع التسعينات. وأكد انه"اضافة الى حالات الاختفاء القسري فهناك أماكن احتجاز سرية يودع فيها الإسلاميون الذين يتم تسلمهم من الخارج وهي غالباً اماكن احتجاز تابعة لمباحث أمن الدولة او المخابرات". وأضاف ان"احداً لا يعرف مكان احتجاز"الإمام المصري السابق لمسجد ميلانو اسامة مصطفى حسن المعروف باسم ابي عمر الذي اختطفته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي في شباط فبراير 2003 وسلمته الى مصر. وأوضح أن عدداً آخر من الاسلاميين الذين سُلموا الى مصر من اذربيجان والإمارات وسورية"لا يعرف احد مكان احتجازهم ومن بين هؤلاء محمد الظواهري شقيق الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري الذي سلمته الامارات الى مصر منذ ثلاث سنوات". لكن محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات قال ل"فرانس برس"ان الظواهري، الذي صدر حكم باعدامه في نهاية التسعينات،"نقل اخيراً الى سجن طرة". وأوضح ان الاسلاميين الذين يُسلّمون من الخارج"يودعون في اماكن احتجاز سرية وعندما ينقلون الى السجون يقولون لنا انهم كانوا في فيلا أو مبنى صغير". وأشار على سبيل المثال الى ان القيادي السابق في"جماعة الجهاد"أحمد سلامة مبروك الذين سلم الى مصر من اذربيجان"ظل محتجزاً لفترة طويلة في مكان سري".