تفجر جدل بين سفير اذربيجان في القاهرة من جهة وبين إسلاميين مصريين من جهة اخرى في شأن صحة المعلومات عن تسليم اذربيجان اصوليين ينتمون الى "جماعة الجهاد" إلى السلطات المصرية، فيما دعا "المرصد الاعلامي" في لندن منظمات عاملة في مجال حقوق الانسان الى التدخل "لانقاذ" الاصولي البارز نبيل محمد المغربي المعتقل منذ العام 1981، والذي دين في قضية اغتيال الرئيس الراحل انور السادات. أصدر سفير اذربيجان في القاهرة المستشار شاهين عبدالله بياناً أمس نفى فيه في شدة ان تكون بلاده سلمت مصر أياً من عناصر "جماعة الجهاد" التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري ممن حوكموا في قضية "العائدون من البانيا" التي صدرت فيها الاحكام في نيسان ابريل الماضي. وأكد ان "المعلومات التي تداولتها وسائل الاعلام من وقت الى آخر خلال الشهور الماضية حول ذلك الأمر غير صحيحة". وكان إثنان من قادة التنظيم هما احمد سلامة مبروك الذي تعتبره السلطات المصرية الذراع اليمنى للظواهري، وعصام علي حافظ الحاصل على الجنسية الكندية حُوكما في القضية. وصدر ضد الأول حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة، وضد الثاني حكم بالسجن 15 سنة. وذكر الاثنان امام المحكمة انهما اعتقلا في اذربيجان. ورويا تفاصيل دقيقة عن الأماكن التي أقاموا فيها والطريقة التي اعتقلتهم بها الشرطة الاذربيجانية. وأكدا انهما رُحلا من باكو إلى القاهرة على متن طائرة في أيلول سبتمبر من العام الماضي. وتحقق نيابة امن الدولة العليا في مصر مع اصولي ثالث هو ايهاب محمد صقر قال محاميه السيد عبدالمنعم عبدالمقصود إن موكله اوقف في اذربيجان وسلم الى مصر في الشهر نفسه. لكن السفير أكد في بيانه "أن الجهات الرسمية الاذربيجانية المختصة بالأمر نفت هذه المعلومات نفياً باتاً"، وأكد ان مبروك وحافظ "لم يكن لهما أي وجود على أراضي جمهورية اذربيجان". إلا أن محامي "جماعة الجهاد" في مصر السيد منتصر الزيات اكد ان السلطات في اذربيجان سلمت مصر مبروك وحافظ وصقر في يوم واحد. واستغرب "صدور النفي بعد نحو عشرة شهور من تداول المعلومات عن قيام اذربيجان بتسليم الاصوليين المقيمين على اراضيها الى مصر". واطلع الزيات "الحياة" على ملفات التحقيق في قضية "العائدون من البانيا" التي ورد فيها ان عددا من عناصر "الجهاد" اقاموا لفترة في اذربيجان بينهم القيادي البارز ثروت صلاح شحاته الذي صدر ضده حكم غيابي بالاعدام في القضية المذكورة والذي يعتقد أنه عاد الى افغانستان، حيث يقيم حالياً مع الظواهري. وأحمد اسماعيل عثمان الذي كان سافر من البانيا الى اذربيجان وحاول من هناك اللجوء الى احدى الدول الاوروبية لكنه فشل فعاد الى البانيا مرة اخرى، وعصام عبدالتواب الذي سافر أيضاً من البانيا الى اذربيجان ثم عاد منها الى بلغاريا حيث أوقف هناك وسُلم الى مصر. وقال الزيات: "لدينا اوراق رسمية ثبوتية واقوال المتهمين امام جهات التحقيق وامام القضاة، كما ان الاوراق الصادرة عن اجهزة الأمن المصرية التي قامت بتسلم المتهمين الثلاثة مبروك وحافظ وصقر لحظة وصولهم الى مطار القاهرة تؤكد المعلومات عن قدومهم من اذربيجان". لكن المحامي رجح ان يكون الاصوليون الذين اقاموا في اذربيجان دخلوا ذلك البلد واقاموا فيه "بأسماء مستعارة". إلى ذلك، دعا "المرصد الاعلامي الاسلامي" في لندن المنظمات والهيئات المعنية بحقوق الانسان الى التدخل لإنقاذ سجين يقضي فترة العقوبة في اغتيال الرئيس لراحل أنور السادات. وأصدر المرصد بيانا أمس ذكر ان نبيل محمد المغربي "يعاني مرضاً خطيراً ويواجه ظروفاً سيئة في سجن ابي زعبل"، مشيرا الى ان المغربي "سجين سياسي يقضي عقوبة السجن المؤبد منذ العام 1981 في قضية السادات، وتم ايداعه سجن ليمان طره ثم اودع سجن العقرب منذ حزيران يونيو 1993 ليشمله المنع من زيارة محاميه واسرته حتى الآن، وفي العام 1995 وهو داخل السجن تم تقديمه الى محاكمة عسكرية ليصدر ضده حكم آخر بالاشغال الشاقة المؤبدة". وذكر البيان الذي تلقته "الحياة" عبر الفاكس ان المغربي نقل الشهر الماضي الى زنزانة انفرادية مظلمة في سجن ابي زعبل حيث يتعرض "للتعذيب".