أكد رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي من لبنان"ان الاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية بأكملها على استعداد للقيام بجهود للمساعدة في استقرار لبنان والمنطقة لأن استقرار لبنان هو الأمر الأساسي للتوصل إلى استقرار المنطقة بأكملها". وأوضح برودي الذي أجرى محادثات مع نظيره اللبناني فؤاد السنيورة"أن إيطاليا ستساعد في إعادة إعمار لبنان من الناحيتين المادية والسياسية"، وشدد على ضرورة"القيام بشيء ما بخصوص مزارع شبعا". وكان برودي يرافقه وزير الدفاع ارتورو باريزي، وصلا إلى السرايا الكبيرة في التاسعة صباحاً واستقبلهما الرئيس السنيورة في الباحة الخارجية الكبرى الى جانب نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، ووزير الخارجية فوزي صلوخ، وقائد الجيش العماد ميشال سليمان وكبار الموظفين، وأقيم استقبال رسمي للضيف الإيطالي. وعقد الرئيسان السنيورة وبرودي خلوة استمرت نحو نصف ساعة عرضا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في لبنان وخصوصاً في الجنوب بعد انتشار قوات الطوارئ الدولية في المنطقة. تبع ذلك محادثات موسعة وعقد الرئيسان برودي والسنيورة مؤتمراً صحافياً مشتركاً، حيث نوه السنيورة بالدور الايطالي قائلاً:"اثبتت إيطاليا أنها الصديق وقت الضيق وأظهرت ذلك في الأوقات الصعبة التي مررنا فيها خلال الاجتياح العدواني الذي تعرضنا له، والرئيس برودي قام بكل ما في وسعه من أجل دعم لبنان ووضع حد لهذا الاعتداء ضد لبنان، ولعب دوراً أساسياً في صوغ القرار 1701 كما كانت له المبادرة للخروج بالقرار الذي اتخذته إيطاليا بهذه المشاركة الواسعة في"يونيفيل". ووصف المحادثات بانها كانت"مثمرة حول القرار 1701 ودعم إيطالياللبنان في المحافل الدولية وفي تطبيق هذا القرار، وتناقشنا لمعرفة كيف تستطيع إيطاليا أن تسهم في احترام أكبر لهذا القرار ووقف الانتهاكات، كذلك تناقشنا لمعرفة كيف تستطيع إيطاليا أن تساعدنا من النواحي السياسية والديبلوماسية وأيضاً الاقتصادية، والمشاركة في إعادة إعمار لبنان، وخصوصاً أن إيطاليا كانت من المشاركين الأساسيين في مؤتمر استوكهولم، وكانت لدى الايطاليين أفكار كثيرة حول كيفية المشاركة في استنهاض لبنان". واشار الى المؤتمر العربي والدولي من أجل مساعدة لبنان والمشاركة الفاعلة لإيطاليا في مؤتمر نيويورك الذي عقد في العام 2005، وقال:"نعلق آمالاً كبيرة على مؤتمر مساعدة لبنان من أجل إنقاذ الاقتصاد اللبناني لا سيما بعد الاجتياح الإسرائيلي الأخير الذي أدى إلى أضرار كثيرة أصيب بها لبنان. ومناقشاتنا كانت مفيدة ومثمرة، وإيطاليا هي شريكنا التجاري الأول، وهذا يعكس كم تستطيع أن تفعل المزيد من حيث التعاون مع لبنان، واللبنانيون يقدرون تمام التقدير ما فعلته إيطاليا من أجل لبنان حتى الآن، وهم يتطلعون في الوقت نفسه إلى مزيد من التعاون في المستقبل". أما الرئيس برودي فاوضح ان البحث ركز على إعادة إعمار البلاد، ولا يعني ذلك فقط من الناحية المادية بل أيضاً من الناحية السياسية أي إعادة إعمار لبنان سياسياً. وهذا سبب مجيئي إلى لبنان لكي أقدم دعم الحكومة الإيطالية إلى الرئيس السنيورة لأنه أظهر عن حق قيادة قوية في أحد الأوقات الأكثر صعوبة التي عرفها لبنان، وقام بعمل كبير ومميز في هذا النزاع الأخير ويجب أن نعمل الآن على المرحلة التالية، أي إعادة الإعمار وتعزيز المؤسسات، وان استقرار لبنان هو الأمر الأساسي للتوصل إلى استقرار المنطقة بأكملها". واشار برودي الى ان البحث ركز ايضاً على"مسألة الأسيرين الإسرائيليين وما يمكن القيام به من أجل التوصل إلى إطلاق سراحهما والتقدم الحاصل في هذا المجال. ولكن ما أود أن أشدد عليه أن ليس فقط إيطاليا بل الاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية بأكملها أيضاً، مستعدون جميعهم للقيام بجهود للمساعدة في استقرار لبنان والمنطقة. هذه هي الرسالة بخصوص الجزء الثاني من اللقاء. وكان هناك برنامج ثنائي ونحن أخوة وأصدقاء ونعمل كأصدقاء وقد قررنا أننا لن نقوم فقط بالتعاون في مجال إعادة إعمار المرافئ أو الجسور، بل أيضاً قررنا العمل بإعادة إعمار بنية لبنان التحتية وسنقوم بالاتصالات مع مجموعاتنا من أجل العمل معاً لمستقبل مشترك". وأعرب برودي عن اعتقاده بأن دور"يونيفيل"قوي وإيجابي أما في المستقبل فسيعود اتخاذ القرارات إلى الأممالمتحدة". وعن سبل إرغام إسرائيل على تطبيق القرار 1701، قال:"حصلنا الآن على بعض النتائج وعلينا أن نستمر في هذه العملية لإكمال عملية الانسحاب، وهذا يدخل في إطار مهمة"يونيفيل"التي تقول إنه على الجميع احترام القرار 1701، وليس فقط على إسرائيل بل الجميع. هناك بعض التفاصيل التي تتعلق بمسألة الانسحاب وهناك أيضاً مسألة مزارع شبعا التي يجب القيام بشيء ما بخصوصها، ولكن الصورة أوضح بكثير الآن مما كانت عليه، وكما تعلمون لم توافق فقط إسرائيل على"يونيفيل"لأنه كان هناك حاجة لإيقاف الحرب وأعتقد بأن الصورة أفضل الآن بالنسبة لإسرائيل مما كانت عليه من قبل. ومن الواضح أيضاً أن لن يكون هناك سلام مستقر من دون حل المشكلة بين فلسطين وإسرائيل وهذا أمر آخر". ونفى الرئيس السنيورة أي"شروط إيطالية او أوروبية او دولية من أي نوع كان للمشاركة في قوات"يونيفيل"، وليس لبنان من النوع الذي يقبل بأن ينفذ شروطاً بأي شكل من الأشكال في هذا الشأن. فإيطاليا شاركت في قوات"يونيفيل"من ضمن هذا التوجه الدولي لإيجاد حل لهذه الحرب الظالمة التي شنت على لبنان ومن أجل وقف هذه الحرب والتوصل إلى حلول دائمة لهذه المشكلة. وتعلمون أن القرار 1701 مبني في قسم كبير منه على النقاط السبع التي وضعتها الحكومة اللبنانية وتبنتها الحكومة والقمة الروحية والمجتمع: العربي والإسلامي والدولي أيضاً، وبالتالي المشاركة في هذه القوة هي مشاركة لدعم لبنان واستقلاله وسيادته وحريته". وشدد السنيورة على"ضرورة التوصل الى حل لمسألة مزارع شبعا، كما طرحنا في النقاط السبع، بأن تكون هذه المزارع تحت سلطة الأممالمتحدة". وكرر السنيورة المطالبة بأن"يصار إلى تطبيق وقف نهائي لإطلاق النار، نحن نعتبر أن استمرار التحليق فوق الأراضي اللبنانية هو عمل عدائي، لذلك نطالب بأن يكون هناك وقف نهائي لإطلاق النار، هذا ما نحن ساعون إليه وهذا ما كنت على تواصل مستمر مع الأمين العام للأمم المتحدة في شأنه، وآخرها منذ يومين عندما كررت له كل هذه النقاط بما فيها موضوع وقف التحليق والتوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار حتى نكون منسجمين مع مدرجات القرار 1701". من جهته، شدد برودي على دور الأسرة الدولية قائلاً:"لن نتخذ أي قرار أو أي تحرك من دون اتصال بالمجتمع الدولي. إن زمن العلاقات والحمايات الثنائية انتهى. إنه أوسع التزام للمجتمع الدولي معاً، لأننا نريد أن نفتح فصلاً جديداً ولا نعود دائماً إلى العادات القديمة". واكد ان لا مشكلة في تمويل قوات"يونيفيل". وفي شأن الاسيرين الاسرائيليين، قال:"إنها مسألة مهمة ويجب حلها للوصول إلى الاستقرار. وإن وصلنا اي طلب في هذا الشأن فسندرسه". اما السنيورة فقال ان"مسألة الأسرى اللبنانيين الموجودين في السجون الإسرائيلية بين أيدي الأمين العام للامم المتحدة وعند وجود أمر يجب أن نتدخل فيه فإن الحكومة اللبنانية مستعدة لذلك، ولكن هذه المسألة موكلة بالكامل إلى الأمين العام للأمم المتحدة". وتفقد برودي والسنيورة حاملة الطائرات الحربية الايطالية الراسية قبالة شاطئ بيروت، وافتتحا عصراً مقر السفارة الايطالية في بعبدا واقام السنيورة على شرفه مأدبة افطار.