طازة يا معروك. طيب يا معروك. من لم تشده هذه العبارت الطنانة في شهر رمضان الكريم في عدد من بلدان الشرق الأوسط، خصوصاً في سورية. والمعروك هو أساساً خبز دمشقي رمضاني عريق يقبل عليه الجميع في شهر الصوم. ويقال إن اسمه مستمد من العرك، لأن الأيدي كان لها الدور الأول في صنعه، من ألفه إلى يائه، قبل أن تدخل المكننة الحديثة في سيناريو إخراجه وطبخه. ومن أيام أجدادنا وحتى الآن يقال عن المعروك أنه أكلة تقع ما بين الخبز والكعك، فتعالوا نتعرف على فوائده الغذائية والصحية: - يزود الجسم بالسكريات السهلة الإمتصاص التي يكون الجسم في أشد الحاجة إليها بعد فترة طويلة من الصوم، لكن يجب الحذر من المبالغة في تناول كميات كبيرة منه، لأن الكيلوغرام الواحد منه يمكن أن يعطي أكثر من خمسة آلاف سعرة حرارية، وهو رقم مخيف، وإذا ما أضيفت مكونات غذائية أخرى غنية بالسعرات الحرارية كان الله في العون. - يحتوي على كمية قليلة من الدهون ما يجعله خفيفاً سهل الهضم. وحبذا لو تم استخدام الزيت النباتي الغني بالأحماض الدهنية غير المشبعة التي تفيد في خفض الكوليسترول وتحمي من خطر التعرض للأمراض القلبية الوعائية. - المعروك المضرج بحبة البركة يفيد في تنشيط الدورة الدموية، وفي طرد الغازات البطنية، وفي تهدئة المغص، وتفتيت الحصيات الكلوية. - إذا أضيف التمر إلى المعروك يصبح أكثر فائدة نظراً الى غناه بفيتامينات المجموعة ب، والمعادن، خصوصاً الفوسفور، والكلس، والحديد، والمغنيزيوم، والكبريت. - إذا تم رش السمسم على المعروك فإنه يصبح أكثر نفعاً، لأن السمسم غني بالمواد البروتينية والأحماض الدهنية الجيدة والمركبات المضادة للأكسدة. ويشتهر السمسم بغناه بمعدن الزنك المهم لعمل الأنزيمات ولصحة العظام والأسنان والأعضاء الجنسية. والمعروف عن السمسم أنه يلين المعدة، ويحمي من الاصابة بالقرحة، وينفع الكبد، ويعالج الإمساك، وينشط الجنس. - وفي خصوص المعروك المزين بجوز الهند، فهو ينفع في علاج الإضطرابات الهضمية، وفي زيادة العمليات الإستقلابية. ويتميز جوز الهند بأنه يحتوي على حامض اللوريك المضاد للميكروبات. - يفيد المعروك المحشو بالشوكولاتة الداكنة، في تهدئة المزاج لغنى الشوكولاتة بمادة السيروتونين التي تهدئ الأعصاب وتقلل من التوتر. كما أن الشوكولاتة غنية بهرمونات الأندورفين المضادة للإكتئاب. - أما المعروك الذي يضاف إليه الفستق فحدث ولا حرج، فهو يقدم الأحماض الدهنية غير المشبعة الأساسية لعمل الخلايا الدماغية، فضلاً عن معدن الفوسفور الذي ينشط الدماغ ويحسّن التروية الدموية، ما يسهّل قيام المخ بالوظائف المنوطة به، مثل الحفظ والتركيز والتذكر والفهم وإجراء العمليات الحسابية والفكرية. والمعروك التقليدي طبق سهل التحضير، ويتألف من: طحين وسكر وخميرة وزبدة وزيت نباتي وماء، تُعرك جيداً لصنع عجينة متجانسة تترك لمدة ساعة أو أكثر لتتخمر وتصبح جاهزة، ومن ثم تقطع إلى دوائر بحسب الرغبة والحجم والوزن، وبعد ذلك تطبخ في الفرن. أما المعروك «الملوكي» فيضاف اليه جوز الهند والزبيب وماء الزهر وربما مكونات أخرى، مثل السمسم، والتمر، والشوكولاتة.