أفادت مصادر ديبلوماسية جزائرية أن التحريات التي تمت خلال اليومين الماضيين للتحقق من هوية قتلى"الكتيبة الصحراوية"التابعة لتنظيم"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"على أيدي متمردي الطوارق في مالي، انتهت إلى استبعاد مقتل أمير المنطقة التاسعة الصحراوية للتنظيم مختار بلمختار المعروف ب"الأعور"، لكنها أكدت مقتل نائبه"أبو خولة"مسؤول"الكتيبة الصحراوية". وكان مسؤولون جزائريون وقياديون في حركة الطوارق المسلحة التي تنشط في مالي أكدوا مصرع بلمختار المكنى"خالد أبو العباس". لكن التحريات التي تمت لاحقاً أكدت أن مسؤول الكتيبة الذي قتل هو نائب"الأعور"المدعو"أبو خولة". وهو حل محل إبراهيم قريقة الذي قُتل في مواجهات عنيفة بين"الجماعة السلفية"والجيش الموريتاني خلال هجوم على ثكنة عسكرية قبل عام. وقال مصدر رسمي جزائري ل"الحياة"أمس إن حصيلة الاشتباك العنيف بين الطوارق بلغت سبعة قتلى، بينهم ستة في ساحة المواجهة في منطقة برج باجي مختار ولاية إليزي على الحدود مع مالي. وتوفي السابع متأثراً بجروحه بعدما نُقل إلى عمق الأراضي المالية. وأشار إلى أن جثث القتلى دُفنت من دون أن يتأكد الأمن الجزائري من هوياتهم،"ما فتح المجال أمام كل الاحتمالات"، لا سيما في ما يتعلق بإشاعة مقتل"الأعور"الذي كان يقيم في منطقة قاو شمال مالي. ويعتبر"أبو خولة"واحداً من أبرز قيادات"الجماعة السلفية"في الصحراء. وهو كان شارك إلى جانب عماري صايفي المكنى"عبدالرزاق البارا"سلمته المعارضة التشادية إلى الجزائر نهاية العام 2004 في عملية خطف السياح الأجانب في ولاية تمنراست 2000 كلم جنوب العاصمة في شباط فبراير 2003. كذلك تولى"أبو خولة"مهمة قيادة المنطقة الخامسة في الجماعة بعد توقيف"البارا"، وظل ينشط في الصحراء كمساعد أساسي لبلمختار حتى عُين نائباً له. وكان الاشتباك العنيف بين المسلحين الجزائريين والطوارق أثار اهتمام أوساط ديبلوماسية وأمنية في الجزائر، كونها المرة الأولى التي تنقلب فيها حركة الطوارق على"الجماعة السلفية"بعد سنوات من الحياد، مما دفع الولاياتالمتحدة إلى نصب قاعدة متحركة شمال مالي لتطويق ما تعبتره"نشاطاً إرهابياً"هناك، بمشاركة جيوش دول منطقة الساحل والصحراء الكبرى.