سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تدخل على خط المواجهة وتعرقل مشروع بيان رئاسي في مجلس الأمن . الأزمة بين جورجيا وروسيا الى مزيد من التصعيد ... وموسكو تعلق انسحاب قواتها من قاعدتين
تواجه الأزمة بين جورجياوروسيا مزيداً من التصعيد بعد إعلان موسكو تجميد سحب قواتها من الأراضي الجورجية. ودخلت الولاياتالمتحدة بقوة على خط المواجهة بين الطرفين عندما عرقلت مشروع بيان رئاسي في مجلس الأمن يدين ما وصف بأنه"عمل استفزازي"من جانب الجورجيين. وبدا ان الأزمة التي تعد الأخطر بين البلدين منذ انهيار الاتحاد السوفياتي مرشحة للتفاقم خصوصاً مع اتساع رقعة الأطراف التي تلعب دوراً فيها، وهو ما ظهر أمس بعد إعلان جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، الساعيتين الى الانفصال عن جورجيا، تأسيس مجلس برلماني انضم إليه إقليم بريدنوستروفيه الطامح بدوره للانفصال عن مولدافيا المجاورة. وأصدرت الأطراف الثلاثة بياناً ندد بسياسات جورجيا، وشدد على الدور المهم الذي تقوم به روسيا في منطقة جنوب القوقاز. واللافت ان الإعلان الذي يشكل نقلة جديدة في المساعي الانفصالية للأقاليم الثلاثة، قوبل بترحيب من جانب موسكو. ووصفه متحدث في الديوان الرئاسي الروسي بأنه"خطوة مهمة جداً". وزاد دخول الولاياتالمتحدة المباشر على خط الأزمة الروسية - الجورجية من خطورة الموقف، اذ فشل مجلس الأمن خلال جلسة مطولة عقدت مساء الجمعة من إصدار بيان رئاسي بسبب إصرار الوفد الأميركي على إدخال تعديلات وصفتها موسكو بأنها"غير مقبولة". وكانت أعدت مشروع قرار تم التداول في شأنه، وطلب المندوب الأميركي تأجيل بته لإجراء مشاورات إضافية، مشيراً الى انه الوفد"لا يملك تعليمات محددة من البيت الأبيض". وهو ما أثار استياء روسيا التي أعدت مشروع بيان رئاسي جديد يعرب فيه الأعضاء عن قلقهم بسبب الأوضاع في المنطقة. وقالت ماريا زاخاروفا الناطقة الرسمية باسم البعثة الروسية ان مشروع البيان الروسي كان يتضمن دعوة جورجيا للتوقف عن التصرفات الاستفزازية المخالفة للاتفاقات الدولية والتي تؤدي إلى تأزم الوضع. كما يطالب بإخراج القوات الجورجية من وادي كودوري المنطقة الحدودية مع ابخازيا والعودة إلى تنفيذ خطة التسوية السلمية التي وقعت عام 1994. وأضافت أن الولاياتالمتحدة"أدخلت تعديلات غير مقبولة بالنسبة لروسيا"، معتبرة انها"تغير طبيعة البيان وتجعل صدوره مستحيلاً". وكانت الأزمة الروسية - الجورجية اندلعت قبل أيام عندما اعتقلت الأجهزة الخاصة الجورجية 5 ضباط روس أفرجت لاحقاً عن واحد منهم، فيما وجهت اتهامات بالتجسس للباقين واحالتهم على القضاء. واعتبرت موسكو التحرك"عملاً استفزازياً يجري بموافقة الولاياتالمتحدة وتغطية مباشرة منها لعزل روسيا". وبدأت الأزمة تتخذ منحى خطراً بعد تعالي أصوات في موسكو تدعو الى تدخل عسكري مباشر في جورجيا، وزاد من احتمالات حدوث تطور من هذا النوع استدعاء موسكو سفيرها في جورجيا للتشاور وإجلاء طاقم سفارتها في تبيلسي مع أفراد عائلاتهم. لكن القيادة العسكرية الروسية استبعدت استخدام القوة، وحمل وزير الدفاع سيرغي ايفانوف بشدة على ما وصفه بأنه"لجوء جورجي الى الخيار العسكري". لكنه أعلن أن موسكو ستتعامل بهدوء مع المشكلة. وجاء أول ردّ روسي قوي أمس بإعلان تعليق انسحاب القوات الروسية العاملة في قاعدتين عسكريتين على الأراضي الجورجية، علماً بأن موسكو كانت احتفظت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بأربع قواعد وانسحبت من اثنتين قبل عامين فيما وقع الجانبان اتفاقاً العام الماضي لإنهاء الانسحاب من القاعدتين الأخريين في فترة أقصاها نهاية 2007. ويفتح قرار موسكو، الذي بررته مصادر عسكرية أمس بعدم توافر أجواء أمنية مواتية لاستكمال الانسحاب، على كل الاحتمالات، خصوصاً ان الانسحاب الكامل مطلب تلح عليه جورجيا منذ سنوات ويحظى بتأييد كبير من جانب واشنطن. والمثير ان التطورات الأخيرة تزامنت مع تحرك داخل الولاياتالمتحدة يقوده عدد من أعضاء مجلس الشيوخ لدعم نيات جورجية بالانضمام الى حلف شمال الأطلسي. علماً ان موسكو وصفت مساعي جاراتها من الجمهوريات السوفياتية السابقة وخصوصاً جورجيا وأوكرانيا، للانضمام الى حلف الأطلسي بأنها تطور لا يمكن القبول به، وتعهدت بالقيام ب"رد متكافئ للدفاع عن مصالح روسيا وأمنها القومي".