بدأت القوى السياسية العراقية مرحلة التفاوض حول القضايا الأساسية التي تعترض تشكيل الحكومة الوطنية بالاعتماد على النتائج الجزئية التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فيما قررت المفوضية تأجيل إعلان النتائج النهائية للانتخابات بناءً على طلب الفريق الدولي المسؤول عن التدقيق في الأصوات. وأكدت مصادر في المفوضية ل"الحياة"تأجيل الاعلان النهائي للنتائج حتى مطلع الأسبوع المقبل، بعدما أبلغتها اللجنة الدولية أن اعلانها الآن قد يؤدي إلى الاخلال بعملها في التدقيق. وأكدت المفوضية أنها بدأت تصحيح النتائج بعدما انتهت من دراسة كل الشكاوى، بما فيها"الحمر". وقال حسين الهنداوي، عضو مجلس المفوضية، ل"الحياة"إن"التصحيح أدى الى إلغاء محتويات عدد من صناديق الاقتراع"، وأشار الى ان"بعض المراكز الانتخابية الغي فيها اكثر من 3 صناديق وحذفت نتائجها". وأوضح ان"عمل الفريق الدولي الجديد مهمته رقابية وسلمناه كل الوثائق والبيانات الخاصة بالعملية الانتخابية، بالإضافة الى تقرير شامل عن الجهد الإداري والفني في مرحلة الأعداد والاقتراع وفرز الأصوات". من جهة أخرى، وعلى رغم اعتبار كتلة"الائتلاف"الشيعي الفيديرالية واجتثاث البعث خطوطاً حمر، أكد علي الأديب عضو الكتلة ل"الحياة"إمكان"مناقشة آلية تطبيق الفيديرالية مع القوى المعترضة عليها لا سيما الكتل السنّية"، كما ان"الائتلاف"سيطالب"من وصل إلى مجلس النواب من البعثيين السابقين بتقديم اثبات انهم تركوا الحزب قبل سقوط النظام بوقت طويل"، لافتاً إلى ان"الائتلاف لن يسمح بإعادة البعثيين إلى واجهة السلطة". الى ذلك، لم يستبعد عضو قائمة"الحوار الوطني"علي السعدون انضمام جبهتي"التوافق"و"الحوار"السنّيتين إلى الحكومة المقبلة، إذا"تم الاتفاق على بعض المسائل العالقة مع الائتلاف بوساطة كردية". وكشف عضو قائمة"التوافق"الأمين العام ل"مؤتمر أهل العراق"عدنان الدليمي عن اتصالات يجريها الزعيم الكردي مسعود بارزاني مع قائمة"الائتلاف"لهذا الغرض. وقال إن"الأكراد يلعبون دوراً رئيسياً في تقريب وجهات النظر بين الكتلتين السنّية والشيعية"، مشدداً في الوقت ذاته على"ضرورة نجاح هذه المساعي لاحلال الأمن والاستقرار"، داعياً"جميع العراقيين إلى وحدة الصف والتكاتف ونبذ العنف وتهيئة الأجواء الملائمة كي يحتل العراق مجدداً مكانته الدولية والإقليمية". إلى ذلك، دعا نائب رئيس الوزراء عبد مطلك الجبوري القوى العراقية المعترضة على نتائج الانتخابات الى"اعتماد الحوار المباشر مدخلاً لحل كل المشاكل حول الانتخابات، وإبعاد القوى الخارجية عن الشأن العراقي"، وطالب هذه القوى ب"العودة الى صندوق الانتخاب واحترام رأي الناخب الذي دعوناه للتصويت وعدم القفز فوق هذه الحقيقة".