أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إنجاز 95 في المئة من عملية النظر في الطعون والشكاوى، مشيرة الى انها قد تضطر الى إلغاء صناديق الاقتراع في بعض المراكز التي تثبت التحقيقات انها"مزورة"، لافتة الى انها في انتظار وصول"البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات"لإجراء تدقيق ثان قبيل إعلان النتائج النهائية. وفيما رحبت القوى السياسية المعترضة على النتائج بالتحقيق الدولي، قالت كتلة"الائتلاف"الشيعية انها"لن تغير شيئاً فيها"النتائج. وقررت الهيئة الدولية العراقية لمراقبة الانتخابات اعادة تدقيق النتائج، وأعرب اشرف قاضي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق عن أمله بأن"يقبل القادة السياسيون النتائج النهائية بعد التحقيق في الشكاوى برحابة صدر". ورحب رئيس القائمة العراقية اياد علاوي"بمبادرة المفوضية بدعوة مراقبين دوليين للنظر في الخروقات". وقال في تصريحات صحافية أمس ان قائمته كلفت عدنان الباجه جي احد اعضائها"لتقديم طلب اجراء التحقيق الدولي في الاعتداءات التي تعرض لها مرشحو القائمة، ومنع مؤيديها من التصويت لصالحها والتلاعبات في صناديق الاقتراع". ودعا الخبراء الى"التعامل بشفافية وكشف الحقائق من دون خوف تمهيداً لاستقرار العراق". وقال الباجه جي:"نحن في انتظار نتائج التحقيق الدولي ولكل حادث حديث، مستبعداً قدرة اي جبهة سياسية على ممارسة ضغوط على البعثة الدولية لصالحها". واكد ان"محادثات تشكيل الحكومة سابقة لأوانها". ورحبت الاحزاب السنية بقدوم فريق الخبراء الدوليين بإشراف الاممالمتحدة والجامعة العربية لإعادة النظر في الشكاوى والطعون بالنتائج التي اعلنتها المفوضية والتي أظهرت تقدما لقائمة"الائتلاف". وجاء في بيان ل"جبهة التوافق"التي تضم ثلاثة احزاب سنية"أن الجبهة تثمن وترحب باستجابة المجتمع الدولي لندائها لإيجاد حلول منصفة لمطالبها العادلة للخروج من المأزق الذي تمر به العملية السياسية في العراق". وشدد البيان"على أهمية ان تتمتع هذه اللجنة بسلطات وصلاحيات تؤهلها لمتابعة اجراءات المفوضية وايجاد معايير موضوعية لتقويم نتائج الانتخابات، واصدار القرارات المناسبة لأن ذلك سيكون ادعى من جانبنا لقبول النتائج التي تتوصل اليها". من جانبه، اعتبر جواد المالكي، العضو في"الائتلاف"الشيعي ان قدوم الخبراء الدوليين"لن يغير شيئاً لانها النتائج محسومة لصالح الائتلاف". وقال ان"التحقيق الدولي سيمنح الفائزين مشروعية اكبر وأبعاداً دولية أوسع وسيضع المعترضين على النتائج على أرض الواقع". وزاد ان المحادثات جارية بين"الائتلاف"والأكراد من جهة، و"الائتلاف"و"التوافق"السني من جهة ثانية لتشكيل الحكومة، مستبعداً الحوار مع قائمة علاوي. وكانت المفوضية بدأت تدقيقاً في نتائج التصويت وأعلنت انها ستلغي صناديق في ستة محافظاتبغداد وأربيل وكركوك وديالى والموصل والانبار. واكد رئيس مجلس المفوضين حسين الهنداوي، ان التحقيق الدولي"سيثبت نزاهة العملية الانتخابية وحياد المفوضية الا من بعض الخروقات التي ترافق الانتخابات في كل بلدان العالم". وقال ل"الحياة"ان"المفوضية ستقاضي كل من يطلق الإشاعات ضدها ويتهمها بالتزوير". وأضاف ان المفوضية"بدأت تدقيق صناديق بابل وبعدها البصرة والناصرية، وسيشمل التدقيق كل المدن العراقية"، واكد"وجود 17 ورقة مزورة في احد مراكز بابل القاسم حتى الان". الى ذلك، اكد المدير العام للمفوضية عادل اللامي ان"هيئة مراقبة الانتخابات العراقية، ولها فروع في دول العالم التي جرت فيها الانتخابات، شكلت فريقاً للمراقبة يضم مجموعة من الخبراء الدوليين بينهم مسؤولون في الجامعة العربية والجمعية الكندية للبرلمانيين السابقين وأساتذة جامعيين في الجامعات الاوروبية برئاسة جون بيير المسؤول عن الانتخابات في كندا". وقال ل"الحياة"ان"البعثة الدولية - التي سبق وراقبت الانتخابات الماضية والاستفتاء على الدستور - شكلت فريق المراقبة لتقويم نتائج التصويت بالإضافة الى التقارير السابقة التي كانت جميعها ايجابية". وأضاف ان"فريق المراقبة سيدرس الشكاوى ويدقق النتائج ثم يصدر بياناً حول ما يتوصل اليه"، مشيراً الى ان الفريق سيبدأ عمله مطلع الأسبوع القادم بعد وصوله الى بغداد، علماً انه موجود في الأردن حالياً.