أعلن البروفسور شلومو مور يوسف من مستشفى هداسا امس انه ما زال مستحيلا تقويم حال دماغ رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون، وقال انه سيتم اتخاذ قرار صباح اليوم الاحد في شأن ايقاظه من الغيبوبة، معتبرا انها الوسيلة الوحيدة لمعرفة مدى تأثر دماغه. واضاف ان الاطباء لا يمكنهم القول إن الخطر على حياة شارون انتهى. على رغم ذلك، اعلن الطبيب الاختصاصي في جراحة الاعصاب فيليكس اومانسكي الذي يعالج شارون انه"اكثر تفاؤلا"، موضحا ان"التصوير المقطعي الذي خضع له شارون امس افضل من ذلك الذي اجري له اول من امس. انني اكثر تفاؤلا. وضع شارون مستقر وهذا نبأ جيد في مثل هذه الحالة". وقبيل ذلك، نقل التلفزيون العام عن اطباء يعالجون شارون قولهم انهم قد يخرجونه من غيبوبته بعد ظهر الاحد. ويعتزم هؤلاء الاطباء ان يبدأوا اعتبارا من بعد ظهر الاحد تخفيف التخدير الذي يخضع له شارون حاليا ليخرج من الغيبوبة تدريجيا. وذكرت القناة الاولى في التلفزيون امس أن الفحوص الطبية التي أجريت لشارون رصدت"خللا"في منطقة الرئتين بعد جراحة طارئة لوقف النزيف في المخ. ونقلت عن الاطباء قولهم انهم لا يعرفون سبباً للحالة التي اكتشفت باستخدام اشعة"اكس"، مضيفاً ان المصابين بجلطات المخ عادة ما تتطور لديهم التهابات في الرئة. ويسعى الاطباء والمسؤولون في اسرائيل الى التعاطي بشفافية مع الوضع الصحي لشارون، ويعمدون الى الاكثار من المؤتمرات الصحافية والنشرات الصحية والبيانات الرسمية التي باتت تصدر بانتظام. وتتسم النشرات الصحية بالدقة والانتظام والشمولية، وهي تتحدث عن فرص بقاء شارون على قيد الحياة واحتمال اصابته باضرار دائمة، وتكشف تباينا في وجهات النظر بين الاطباء عن خطورة حالته الصحية. ويتناوب الاطباء ومسؤولو المستشفى بانتظام لشرح تفاصيل العمليات الجراحية الثلاث التي خضع لها شارون ولتقويم تبعاتها المحتملة. ولا يوجد اي قانون في اسرائيل يجبر رئيس الوزراء على كشف نشرته الصحية، لكن شارون احدث سابقة بكشف مضمون نشرته الصحية في 26 كانون الاول ديسمبر لطمأنة المواطنين. وفي الماضي، تلقى شارون المعالجة بعد اصابته بجروح اثناء الحرب انفجار ادى الى اصابته بشظايا في البطن واضطرابات اخرى، كما خضع لعملية استئصال ورم سرطاني بسيط في الصدغ ولعملية ازالة الحصى، ويعاني من مشكلة طرش خفيف. واعلن ابرز المتنافسين في الانتخابات زعيم حزب"العمل"عمير بيريتس وزعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو انهما مستعدان لنشر نشراتهما الصحية ايضا. إلى ذلك، رجحت مصادر طبية ان لا يتمكن رئيس الوزراء من العودة الى نشاطه السياسي. ونقلت صحيفة"معاريف"عن طبيب في مستشفى هداسا قوله:"نعتقد ان الضرر الذي اصاب شارون سيتمثل في شلل واحتمال مواجهته صعوبات في النطق بدرجة معينة، لكن قدراته الادراكية ستكون اقل تأثراً". وفيما تجمع مئات الصحافيين من جميع انحاء العالم امس امام مدخل قسم الاسعاف للمستشفى، استمر الاسرائيليون في الصلاة امس من أجل شارون. وفي المعابد اليهودية وعلى مقاهي شواطئ تل أبيب حيث حمل الشبان ألواح التزحلق على المياه تحت أذرعتهم، ينتظر الاسرائيليون بقلق لمعرفة أي شيء عن مصير الجنرال السابق بعد الجراحة الاخيرة. وقال جوناثان ايلات 47 عاما الذي كان يرتدي شال صلاة عند حائط المبكى في القدسالمحتلة:"نصلي جميعا من أجله. انه عملاق امتنا". وفي جميع أنحاء اسرائيل حوّل الاسرائيليون مؤشرات أجهزة المذياع الى النشرات الاخبارية التي تبث كل ساعة بحثا عن أي معلومة جديدة. وبثت المحطات الاذاعية النشيد الوطني والاغاني الشعبية الحزينة فيما تم اجراء مقابلات مع علماء النفس عن الحالة المعنوية الوطنية. وحذر اطباء شارون في تصريحات ادلوا بها قبل الجراحة التي اجريت اول من امس من التشاؤم الذي لا داعي له بشأن حالته. وقال نائب مدير مستشفى هداسا شموئيل شافيرا لتلفزيون القناة الثانية الاسرائيلي:"لسبب ما الكل يذكر الاشياء غير السارة... اي تقييم هو غير مسؤول... الامور قد تتطور في هذا الطريق او ذاك".