أجريت جراحة ثانية عاجلة امس لارييل شارون رئيس وزراء (اسرائيل) الذي يصارع الموت بعد اصابته بجلطة حادة في المخ لوقف نزيف جديد. وأعلن شلومو مور يوسف مدير مستشفى هداسا الذي يعالج فيه شارون ان رئيس الوزراء خضع امس لجراحة طارئة في محاولة لوقف نزيف جديد في المخ. وقال مور يوسف للصحافيين ان الاشعة المقطعية رصدت نزيفا وارتفاعا في ضغط المخ ونقل شارون على اثر ذلك الى غرفة الجراحة. وأضاف «تقرر اعادة رئيس الوزراء الى غرفة الجراحة للتعامل مع امرين..وقف النزيف وخفض الضغط داخل المخ.» وفي وقت سابق قال اطباء انه من غير المرجح ان يعود شارون الى العمل بعد الجلطة الشديدة التي اصيب بها في المخ والتي تركته معلقا بأهداب الحياة يرقد مخدرا تخديرا شديدا على جهاز للتنفس الصناعي ما ينذر باضطرابات في الساحة السياسية وانتهاء هيمنته على السياسة الإسرائيلية ويخلق فراغا كبيرا في عملية السلام. وقال جراحون اول من امس انهم اوقفوا نزيفا في مخ رئيس الوزراء البالغ من العمر 77 عاما خلال عملية جراحية استغرقت سبع ساعات ووصفوا حالته بانها حرجة ولكن مستقرة. وصرح مسؤولون طبيون بانه حتى في حالة نجاة شارون فمن غير المحتمل ان يتعافى بما يكفي لعودته الى العمل. وفي وقت سابق قدم مدير مستشفى هداسا تقييما متشائما بخصوص فرص رئيس الوزراء في استعادة القدرة على استئناف مهام وظيفته التي يشغلها حاليا نائبه ايهود اولمرت. وسئل مور يوسف مساء الخميس هل من المتوقع ان يعود شارون في نهاية الامر الى العمل فقال «ينبغي ان اشير الى انه فيما يتعلق بالمستقبل لن يكون ذلك ممكنا حسب الظروف الحالية.» وحينها قال ان شارون سيبقى لمدة 48 ساعة أخرى على الأقل تحت التخدير بينما يحاول الأطباء الابقاء على الضغط في الجمجمة منخفضا. وقال «هذا العلاج سيستمر ما بين 48 و72 ساعة.» وأصيب شارون بنزيف في المخ في وقت متأخر من يوم الأربعاء في وقت حساس يسعى فيه لإعادة انتخابه من خلال برنامج انتخابي يعد بانهاء الصراع مع الفلسطينيين الذين فقدوا زعيمهم ياسر عرفات بعد إصابته بنزيف في المخ في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2004 بعد اسابيع من المرض. وتتركز حملة شارون للانتخابات المقررة في 28 من مارس (آذار) على برنامج يقوم على استعداده للتخلي عن بعض الأراضي المحتلة في الضفة الغربية كسبيل لانهاء الصراع المستمر منذ عقود لكنه تعهد بالابقاء على سيطرة (إسرائيل) على تكتلات استيطانية كبرى في الضفة تقضم نصفها. ويعاني شارون من زيادة شديدة في الوزن منذ فترة طويلة. وأصيب بجلطة خفيفة في 18 من ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وتكهن أطباء استضافهم التلفزيون الاسرائيلي بأن عقاقير منع تجلط الدم التي اعطيت له الشهر الماضي ربما اسهمت في الحالة التي تعرض لها أخيرا. وقالت متحدثة باسم مستشفى هداسا ان نجلي شارون وعددا من مساعديه المقربين موجودون بجواره. وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصل بالمكتب كي يعرب عن تمنياته لشارون بالشفاء وانه تحدث مع اولمرت. وقال ابو عبير المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية في بيان ان سقوط «مصاص دماء القرن» هو يوم سعيد على جميع الفلسطينيين وعلى جميع المسلمين. وتهاوت الاسعار في اسواق الاوراق المالية الاسرائيلية بعد أنباء حالة شارون الصحية. وانخفض سعر الشيقل الاسرائيلي الى ادنى مستوى له مقابل الدولار خلال شهر في حين انخفضت أسعار الاسهم في بورصة تل أبيب نحو ستة بالمئة عند بدء التداول قبل ان تغلق على انخفاض بلغ أربعة بالمئة وسط تداولات كبيرة. ونقلت وكالة الانباء الطلابية شبه الرسمية في ايران عن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي دعا الى تدمير (اسرائيل) قوله انه يتمنى موت شارون. وأمضى الجنرال السابق الملقب «بالبلدوزر» عدة أيام في المستشفى بعد توعكه الشهر الماضي لكنه عاد سريعا لممارسة مهامه. وأسس شارون حزب (كديما) بعد ان ترك حزب الليكود اليميني في مواجهة تمرد داخل الحزب على خطته للانسحاب من غزة التي انهت وجودا عسكريا دام 38 عاما في القطاع. وقال وزير من حزب ليكود الاسرائيلي اول من امس ان وزراء الحزب اليميني لن يستقيلوا من الحكومة كما كان مزمعا في ضوء مرض رئيس الوزراء. وقال وزير الصحة دان نافيه لتلفزيون القناة الاولى الاسرائيلي ان الانسحاب من الحكومة الذي كان مقررا ان يتم يوم الاحد لن يكون مناسبا وسيسبب اضطرابا. واضاف «ولن يحدث هذا». وقالت وزارة العدل انه بمقتضى القانون الاسرائيلي فان الانتخابات العامة يجب ان تجرى في موعدها سواء خاضها شارون أو لم يفعل. وينبع جزء كبير من شعبية شارون بين الاسرائيليين من الاعتقاد بانه قادر على اتخاذ خطوات جريئة ليس بمقدور الاخرين اتخاذها بسبب تاريخه كمتطرف ودموي. ولكن الفلسطينيين يشتبهون منذ فترة طويلة في أن خطة شارون لانهاء الصراع تعني انه سيملي شروطه التي لا تترك لهم سوى الفتات من الدولة التي يأملون في تأسيسها.