تصاعدت حدة التوتر على الحدود السودانية - التشادية وباتت تنذر بحرب، بعد اعلان الخرطوم ان طائرات حربية تشادية اخترقت المجال الجوي السوداني وحلقت على ارتفاع منخفض فوق مدن الفاشر والجنينة والطينة في دارفور. ووجه الجيش السوداني انذارا لنجامينا، مؤكدا قدرته على حماية البلاد، ومتهما مجموعة تشادية مسلحة بالتسلل الى داخل الاراضي السودانية ومهاجمة دورية للاتحاد الافريقي وقتل احد جنودها واصابة عشرة آخرين قبل الفرار الى داخل تشاد. واعتبر الجيش السوداني، في بيان، ان تشاد"تنتهك بذلك الاعراف والتقاليد التي ظل السودان يتعامل بها بكل احترام لحق الجوار والتسامح في كل معاملاته"، قبل ان يشير الى تحليق طائرة حربية تشادية اول من امس فوق مدينة كلبس في ولاية غرب دارفور، والى تحليق أخرى من طراز"ميراج"فوق مدينة الطينة المتاخمة للحدود التشادية، ومن ثم مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور مساء اليوم ذاته، والى تحليق طائرة ثالثة من طراز"انطونوف"بارتفاع منخفض فوق مدينة الفاشر. وذكر البيان ان قائد قوات منطقة الطينة السودانية تعرض اثناء تفقده قواته الى قذيفة صاروخية آر بي جي من داخل الاراضي التشادية، لكنه ذكر ان قائد القوات التشادية في القاطع المقابل بادر الى الاعتذار عن"هذا العمل غير المبرر". وفي المقابل، اتهمت الحكومة التشادية"ميليشيات سودانية بشن هجمات على أراضيها مما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين وجرح ثلاثة آخرين". واعتبرت ذلك بمثابة"عدوان سوداني جديد". وقال الناطق باسم الحكومة التشادية حورماجي موسى دومغور في بيان،"ان الميليشيات السودانية استهدفت في هجومها ثلاث قرى شرق البلاد، وهي بوروتا وآدي وموداينا في منطقة وأداي"، مشيرا إلى"أن المهاجمين استولوا على العديد من رؤوس الماشية". وفي سياق متصل، قال مسؤولون في الاممالمتحدة ان المنظمة الدولية خفضت عدد افراد بعثتها في اجزاء من دارفور في اعقاب حشد للقوات على جانبي الحدود مع تشاد. وقال ستيفان دوجاريك الناطق باسم الاممالمتحدة ان قرار تقليص عدد العاملين"لا يعني انه سيكون هناك اجلاء كلي". واضاف ان"الخدمات الضرورية التي تقدمها الاممالمتحدة ستتواصل، وستراقب البعثة الموقف وستجري تقويما جديدا للاوضاع الامنية في المنطقة خلال الاسبوعين أو الثلاثة المقبلة". على صعيد آخر، اختارت الاممالمتحدة الجنرال الهندي جاسير سينغ ليدر لقيادة قواتها لحفظ السلام في السودان التي يبلغ عددها، بعد اكتمال انتشارها، عشرة الاف جندي من 42 دولة وذلك بعد انتهاء مهمة الجنرال البنغالي فازلي اكبر.