دهمت القوات البريطانية فجر أمس منزل الرائد جاسم حسن معاون مدير دائرة الاستخبارات الجنائية في البصرة واعتقلته مع عدد من أفراد أسرته، بالاضافة الى أربعة من حرسه. وتظاهر عناصر مديرية الاستخبارات تساندهم عشيرة"الحلاف"التي ينتمي اليها الضابط المعتقل، أمام مبنى المحافظة، مطالبين بالافراج عن المعتقلين وباقالة اللواء حسن سوادي قائد الشرطة في البصرة. وردد المتظاهرون شعارات تندد بالقوات البريطانية، متوعدين كل من يتعاون معها، ومؤكدين أن التظاهرات ستستمر أمام مبنى المحافظة حتى الاستجابة لمطالبهم. واستغل بعض ذوي المعتقلين من التيار الصدري في سجون القوات البريطانية الفرصة لينضموا إلى المتظاهرين، مطالبين بالإفراج عن أبنائهم ومتوعدين قوات الاحتلال بمزيد من العمليات ضدهم. الى ذلك، قال السيد ابو سلام الخزعلي، عضو مجلس محافظة البصرة، إن الوقت حان للحد من تصرفات البريطانيين التي"اعتدت على الضباط في مديرية الشرطة وعائلاتهم"، موضحاً ان"هؤلاء الضباط هم من خيرة منتسبي الأجهزة الأمنية". وعلى الصعيد ذاته، عقد اللواء باتريك ماريوت، آمر اللواء المدرع السابع في القوات البريطانية، مؤتمراً صحافياً في القنصلية البريطانية في البصرة، أوضح خلاله أسباب دهم واعتقال 14 من عناصر الأجهزة الأمنية بينهم الرائد جاسم والنقيب عباس من مديرية الاستخبارات الجنائية، متهماً اياهم ب"الوقوف وراء الأعمال الارهابية في المدينة"، وأشار الى"ضبط كمية كبيرة من الأسلحة في حوزتهم، بينها 70 بندقية و4 قطع متوسطة اضافة الى 50 مسدساً وكميات من الذخيرة". وأكد محمد الوائلي، محافظ البصرة، أن مجلس المحافظة يواصل حالياً اجتماعاته"لاصدار قرارات مهمة، منها قرار يقضي بطرد القوات البريطانية من المدينة، ورفض التعامل مع الشركات والمقاولين البريطانيين الذين يعملون في محافظة البصرة". وقال إن"القوات البريطانية اعتقلت 12 ضابطاً من استخبارات وزارة الداخلية في البصرة صباح امس من دون علم السلطات الادارية". واستنكر الأعمال"غير المسؤولة التي تقوم بها القوات البريطانية في المدينة واعتقال منتسبي السلطات المحلية فيها من دون علم مسبق او احاطتها علماً بالاجراءات المتخذة". من جهة أخرى، اتهم المحافظ الحكومة الإيرانية بانتهاك سيادة العراق، مؤكداً"حماية خفر السواحل الايراني المهربين العراقيين في منطقتي السودة والبيضة شمال البصرة".