وفقاً للتوقعات وأسوة بنظيرتها الكبرى"جنرال موتورز"، أعلنت شركة"فورد"للسيارات أمس عن خطة طموحة ومكلفة لإعادة ترتيب عملياتها في أميركا الشمالية، تتلخص بحملة تسريح واسعة تطال بين 25 ألفاً و30 ألف وظيفة حتى 2012، وإقفال 14 مصنعاً من ضمنها 7 مصانع تجميع سيارات تتوزع في أنحاء الولاياتالمتحدةوكندا مقابل بناء مصنع واحد مخفض التكاليف، بهدف خفض قدرة الإنتاج بنحو 1.2 مليون سيارة سنوياً، أي نحو 26 في المئة من طاقتها الإنتاجية، بحلول 2008. كما أشارت الى أنها تنوي، من خلال ترشيد عمليات الشراء، خفض تكاليف شراء المواد بنحو 6 بلايين دولار بحلول 2010. وتوقعت"فورد"ان تتكبد نحو 250 مليون دولار كلفة تسريح العمال و220 مليون دولار لشطب الأصول الثابتة والمعدات من حسابات 2006، حيث توقع المدير المالي في الشركة دون لوكلير ان"تعود عملياتها في أميركا الشمالية إلى الربحية مجدداً بحلول 2008 على أبعد تقدير". وأشار الرئيس التنفيذي في"فورد"، بيل فورد الإبن، انه"على الشركة خفض طاقة الإنتاج في أميركا الشمالية"، موضحاً انه"من الآن فصاعداً، ستصمم الشركة سيارات لتتناسب مع أذواق المستهلكين، وليس فقط لتشغيل المصانع". تضرر العمال وسارعت اتحادات عمال السيارات الأميركية إلى التعبير عن سخطها معتبرة خطة فورد"مخيبة للآمال". إذ أشار رئيس نقابة عمال السيارات الأميركية رون غيتلفينغر ان"مفاوضات النقابة المقبلة مع فورد في 2007 ستكون شاقة". وعقب على كلامه رئيس نقابة عمال السيارات في كندا، مشيراً الى أنها"ضربة قاضية للعمال الكنديين"، إذ شملت خطة التسريح على 1.200 عامل في مصنع"فورد"في سانت طوماس في ولاية أونتاريو الكندية، إضافة إلى 1.110 عمال سرحوا من مصنع الشركة في وندسور أونتاريو ضمن خطة سابقة أعلنت في الخريف الفائت. يشار الى ان"فورد"أنتجت 19 في المئة من سياراتها المصنعة في أميركا الشمالية في المصانع الكندية في 2005. وتزامنت خطة"فورد"أمس مع إعلان نتائجها المالية السنوية، التي أظهرت تراجع أدائها عالمياً، إذ حققت أرباحاً إجمالية صافية بلغت 2 بليون دولار، بتراجع 43 في المئة عن 2004، في حين سجل قطاع إنتاج السيارات تراجعاً ملموساً في خسائره قبل حسم الضرائب إذ بلغت 12 مليون دولار، مقابل خسائر أكبر بلغت 470 مليون دولار في 2004، في ظل ارتفاع مبيعات سياراتها عالمياً تشمل ماركات فورد وجاغوار ولاند روفر وفولفو وأستون مارتن ومازدا 3 في المئة إلى 6.818 مليون سيارة في 2005. وفي أميركا الشمالية، بلغت خسائر الشركة قبل الضرائب 1.6 بليون دولار في العام الماضي، بسبب"ارتفاع التكاليف وتراجع حصتها في السوق الأميركية". وعّلق بيل فورد على هذه النتائج مشيراً الى أن"باستثناء أميركا الشمالية، حققت عمليات إنتاج السيارات تقدماً في العام الماضي، وعلينا ان نعمل على تحسين عملياتنا في المناطق كافة". وأضاف ان"الشركة حققت كثيراً من الإنجازات في 2005 من ضمنها بيع شركة تأجير السيارات"هيرتز"التي حصّلت لها 5.6 بليون دولار أرباح، كما أطلقت طرازات عدّة وتوصلت إلى اتفاق مع نقابة عمالها بهدف خفض تكاليف العناية الصحية الخاصة بهم". وتجدر الإشارة إلى مفارقة أوردتها صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، بناءً على تقرير صادر عن مجلس النواب الأميركي أشار الى ان ربع الوظائف في قطاع إنتاج السيارات الأميركي الذي يضم نحو مليون عامل أميركي باتت في يد المصنعين الأجانب الشركات اليابانية والأوروبية".