تصدر القصف الأميركي لبلدة دامادولا الباكستانية والحرب على الإرهاب والملف النووي الإيراني، إضافة إلى صفقات التسلح في جنوب آسيا، جدول اعمال اللقاء بين الرئيس الأميركي جورج وبوش وضيفه رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز أمس، في ضوء توتر في العلاقات الباكستانية - الأميركية وتلويح إسلام آباد بالانسحاب من الحرب التي تقودها واشنطن على الإرهاب. وعلى رغم تأكيدات عزيز على"عمق العلاقات بين البلدين"وتطلعه إلى زيارة الرئيس بوش باكستان بعد زيارته الهند مطلع آذار مارس المقبل، بدت معالم التشنج واضحة حيال الغارة الأميركية على المنطقة القبلية التي أودت بحياة 18 شخصاً، والتي قال عزيز إن الأميركيين لم يبلغوا السلطات الباكستانية في شأنها. وكان عزيز أجرى محادثات في البنتاغون مع وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، لم يعط البنتاغون أي توضيحات حول مضمونها. واكتفى رامسفيلد بالقول إنه بحث عدداً كبيراً من المسائل، وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين"مهمة". كما شملت محادثات عزيز- بوش الملف الإيراني واعتراضات واشنطن على مشروع استثماري يقضي بمد أنبوب نفط غاز طبيعي من طهران إلى إسلام آباد ونيودلهي في غضون العام 2007. ونقلت أوساط مطلعة أن عزيز طالب واشنطن بصفقة نووية شبيهة بالتي تعتزم تقديمها إلى الهند، مقابل تنازلات في مشروعها الاستثماري مع طهران. وشدد عزيز على تأييد بلاده حق إيران بتطوير برنامج نووي لأغراض سلمية، مجدداً رفض إسلام آباد أي خطوة عسكرية ضد طهران، ومحذراً من الطموحات النووية للهند والصين. شكوك وفي باكستان، زادت الشكوك من وجود اتفاق سري بين الحكومة الباكستانية والإدارة الأميركية بالسماح للأخيرة بقصف مواقع في مناطق القبائل. وتعززت الشكوك من خلال إعلان الناطقة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم أن بلادها لم تطالب الإدارة الأميركية الاعتذار عن القصف الأميركي، ولكن طالبتها عدم تكرار مثل هذا الحادث وإبلاغ باكستان بما لدى إدارة بوش وقواتها واستخباراتها من معلومات عن عناصر"القاعدة"و"طالبان"في مناطق القبائل، وأن القوات الباكستانية يمكنها ملاحقتهم. وزادت شكوك الشارع الباكستاني بعد نشر مجلة"تايم"تقريراً مفصلاً عن حادثة باجور وموقف الحكومة الباكستانية منها. ونقل التقرير عن مصدر استخباري باكستاني في بيشاور تأكيده وجود اتفاق مسبق يقضي بالسماح للأميركيين بملاحقة العناصر المطلوبة من"القاعدة"و"طالبان"في مناطق القبائل الباكستانية شرط أن يكون لدى الولاياتالمتحدة معلومات استخبارية قوية في شأنهم، وعندما لا تكون باكستان قادرة على استهدافهم بنفسها، وهو ما حصل في باجور. وتحدث المصدر عن زرع وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي أجهزة تنصت في مكاتب للاستخبارات العسكرية الباكستانية لرصد اتصالات أنصار"القاعدة"مع قيادتهم في مناطق القبائل، لافتاً إلى رصد تحرك مجموعتين من"القاعدة"من أفغانستان إلى باجور، وأن إحداهما لجأت إلى مجمع سكني قرب بلدة دامادولا الذي تعرض للقصف الأميركي. مساعدات ويأتي ذلك بينما تلقت الأممالمتحدة 335 مليون دولار مساعدات لباكستان من أصل 550 مليون دولار كانت ناشدت المجتمع الدولي الحصول عليها، بحسب تأكيد منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة جان فانديمورتي في إسلام آباد. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة"نيشن"في باكستان أن السعودية ستمنح إسلام آباد مساعدات قيمتها 573 مليون دولار لإعمار المناطق التي دمرها الزلزال وإعادة تأهيلها.