أعلنت السلطات في منطقة باجاور القبلية الباكستانية الثلاثاء أن الضربة الصاروخية الامريكية المثيرة للجدل التي وقعت في المنطقة يوم الجمعة الماضي أدت لمقتل «ما لا يقل عن أربعة» من المسلحين الاجانب. وذكر بيان أصدره محمد فهيم وزير وهو مسؤول رفيع المستوى بمنطقة خار التي تعد مركزا إقليميا لمنطقة باجاور: » مما لا شك فيه أن ما بين عشرة و12 متشددا بما فيهم عدد من الاجانب كانوا مدعوين إلى مأدبة عشاء». وفيما أعرب البيان الذي استند إلى ما توصل إليه فريق تحقيق مشترك عن أسفه إزاء الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء القصف أشار في الوقت نفسه إلى أن 12 متشددا على الاقل من بينهم رجلا دين باكستانيان مطلوبان لدى السلطات حضروا هذه المأدبة. وأدى الهجوم الذي وقع قبل الفجر على قرية دامادولا الواقعة قرب خار إلى مقتل 18 شخصا من بينهم نساء وأطفال مما قاد لتفجر موجة احتجاجات في مختلف أنحاء البلاد على خلفية اتهامات لامريكا بالتوغل في الاراضي الباكستانية. وفي وقت سابق من الثلاثاء واجه رئيس الوزراء شوكت عزيز ووزراء حكومته أسئلة قاسية من قبل أحزاب المعارضة الرئيسية التي أدانت حادث باجاور. وتعهد عزيز بإثارة القضية مع المسؤولين الامريكيين أثناء زيارته المرتقبة إلى واشنطن. وقال للصحافيين في إسلام آباد بعد اجتماع مع الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب وهو أيضا المبعوث الخاص للامم المتحدة بشأن زلزال جنوب شرق آسيا «سوف أبحث حادث إطلاق النار خلال زيارتي للولايات المتحدة». وكانت وزارة الخارجية الباكستانية قد قدمت يوم السبت الماضي احتجاجا للسفير الامريكي لدى إسلام أباد بشأن إطلاق النار عبر الحدود على أراضيها في منطقة باجاور على الحدود مع إقليم كونار الافغاني. وقال مسؤولو الجيش الباكستاني عقب الحادث إن العملية اعتمدت على معلومات كاذبة عن اختباء أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة وهو مصري الاصل هناك. وقال رئيس الوزراء الباكستاني «هذه واحدة من الاحداث السيئة التي حصدت أرواح العديد من الابرياء» مضيفا أن حكومته التي اجتمعت في إسلام آباد في وقت سابق أدانت أيضا الحادث. وقالت باكستان أيضا إنها ستعرض الامر في الاجتماع المقبل للجنة الثلاثية التي تضم مسؤولين باكستانيين وأفغانيين وأمريكيين والتي تأسست في حزيران/يونيو 2003 لتنسيق الحرب ضد الارهاب في منطقة الحدود. وكانت تقارير وسائل الاعلام الامريكية قد زعمت عقب الغارة التي استهدفت ثلاثة مبان سكنية في قرية دامادولا على الحدود الافغانية أن الظواهري وهو المستهدف في الهجوم كان هناك وربما يكون قد قتل. وقال عزيز «نريد أن نشارك في مناقشات مع الولاياتالمتحدة حول عدة موضوعات من بينها الارهاب». وأضاف أن باكستان التزمت بالحرب ضد «الارهاب» إلى جانب الولاياتالمتحدة ولكنها لن تقبل أي عمل داخل أراضيها مثل غارة يوم الجمعة على منطقة باجاور. وامتنع جورج بوش الاب الذي كان موجودا عن التعليق على الحادث. الى ذلك، اعلن محققون باكستانيون امس انهم عثروا على قبرين فارغين في مكان وقوع الغارة الجوية الامريكية بعد يوم من اعلان المسؤولين ان خمسة ناشطين اجانب على الاقل قتلوا في الهجوم. الا ان اي معلومات لم تنشر حول هوية المسلحين الخمسة الذين قتلوا في الغارة التي شنتها طائرة امريكية على قرية في منطقة القبائل النائية مع ان تقارير اولية للاستخبارات الامريكية المحت الى ان الرجل الثاني من تنظيم القاعدة ايمن الظواهري كان من بينهم. وصرح مسؤولون ان مسلحين من تلك المنطقة قد يكونون نقلوا الجثث قبل دفنها لمنع السلطات الباكستانيةوالامريكية من اجراء فحوص الحمض النووي (دي ان ايه) عليها ومعرفة هوية قتلى الغارة التي وقعت الجمعة. الا ان سكان قرية دامادولا التي تعرضت للهجوم قالوا ان 18 مدنيا قتلوا في الهجوم وحفرت قبور بعددهم ونفوا وجود اي عسكريين في المنطقة. وقال مسؤول امني لوكالة فرانس برس «لقد حفر السكان 18 قبرا الا انهم دفنوا 16 شخصا وبقي قبران فارغان قبل ان يطمرهما السكان». وافاد بيان رسمي نقلا عن فهيم وزير الحاكم الاداري لمنطقة باجور قوله ان «الهجوم الصاروخي على قرية في منطقة دامادولا التابعة لباجور ليل الخميس الجمعة كان موجها ضد ارهابيين اجانب». وتابع البيان ان الناشطين الباكستانيين مولانا فقير محمد ومولانا لياقات «سارعا الى نقل جثث المقاتلين الاجانب بغية اخفاء السبب الحقيقي للهجوم».