أعلنت الخارجية الفرنسية أمس، إن تصريحات الرئيس جاك شيراك عن احتمال استخدام السلاح النووي ضد الدول التي تمارس الإرهاب، لا تستهدف بلداً محدداً، وذلك رداً على سؤال عما إذا كانت إيران هي المعنية. وأثار خطاب شيراك حول تطوير عقيدة الردع النووية الفرنسية، في ضوء التهديدات الجديدة الممثلة باسلحة الدمار الشامل والارهاب، بعض الانتقادات في أوساط المعارضة اليسارية، في حين أبدى المتخصصون في القضايا الاستراتيجية نوعاً من التفهم حيال الكلام الرئاسي. ووصف النائب الاشتراكي دومينيك شتروس كان، وهو من الطامحين لخوض الانتخابات الرئاسية سنة 2007، خطاب شيراك بأنه"غير ناضج"، على رغم تأييده لفكرة تطوير عقيدة الردع النووية الفرنسية في ضوء المتغيرات العالمية. ورأى ان ما أعلنه شيراك في شأن اللجوء الى الردع النووي بحق الدول الارهابية وتلك التي تهدد المصالح الحيوية لفرنسا، من شأنه ان يؤدي الى"خفض مستوى التدخل النووي"، مما قد يؤدي"الى تشكيك بعقيدة الردع من قبل الاعداء المحتملين". ووصف الناطق باسم"الرابطة الشيوعية الثورية"آلان كريغين الخطاب بأنه"عديم المسؤولية"ولا يهدف الا الى تبرير الموازنات الطائلة التي ترصد للاعداد لحرب نووية وهمية"ضد عدد غير موجود في هذا البلد او ذاك". في المقابل اعتبر مدير معهد الدراسات الاستراتيجية باسكال بونيفاس ان شيراك أراد عبر خطابه الرد على اولئك الذين يعتبرون ان القوة النووية لم تعد تتلاءم مع الوضع القائم بعد الحرب الباردة، ومع التهديدات الارهابية الجديدة والنزاعات الجانبية، المتصلة بمصالح فرنسا الحيوية. وأشار الباحث في معهد الدراسات الدولية دومينيك مويسي الى ان شيراك أراد ان يقول ان الردع النووي لا يمكن ان يكون هكذا على الاميركيين، وان خطابه يهدف الى اعادة تأكيد شرعية الردع النووي الفرنسي على المستوى الاوروبي. اما مدير مؤسسة الابحاث الاستراتيجية فرانسوا هيسبورغ فقال ان شيراك، أراد بهذا الخطاب الذي ألقاه قبل أقل من عامين على انتهاء ولايته الرئاسية الثانية، ان يترك"وصية نووية"، على المرشحين المختلفين الى انتخابات الرئاسة المقبلة تحديد موقفهم منها. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماثيي أكد ان مضمون الخطاب غير مرتبط بأي تطور دولي راهن، وذلك في اشارة غير مباشرة الى ايران، وانه حدد على اساس وطني ولا يأخذ في الاعتبار العقيدة النووية لهذا البلد او ذاك، وهنا ايضاً في اشارة غير مباشرة الى الولاياتالمتحدة. وفي برلين أ ف ب، انتقدت الصحف الألمانية بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي عن احتمال اللجوء إلى السلاح النووي ضد الدول التي تمارس الإرهاب. وفي ضوء الأزمة الإيرانية، أبدى العديد من المعلقين خشيتهم من أن تساهم تصريحات شيراك في جعل موقف الرئيس محمود احمدي نجاد اكثر تشدداً. ومن بين الصحف الرئيسية، وحدها"دي فيلت"المحافظة دافعت عن شيراك، معتبرة أن موقفه"يضع فرنسا على رأس الأمم الأوروبية ويؤمن الحماية النووية لحلفائها، بما فيها ألمانيا، ويشير بوضوح إلى أن العالم في حاجة إلى سلطة اقل تساهلاً".