أعلنت أجهزة الامن في موسكو أنها اعتقلت أخيراً مقاتلاًً تركياً مرتبطاً بتنظيم"القاعدة"عمل لسنوات في الشيشان وداغستان المجاورة. وذكر ناطق باسم هيئة وزارة الأمن الفيديرالي الروسي، أن المواطن التركي الذي اعتقل في داغستان الأسبوع الماضي، أدلى باعترافات أدت إلى كشف تفاصيل حول نشاط الانفصاليين وطرق تدريبهم وإعدادهم في جمهوريتي الشيشان وداغستان المجاورة خلال السنوات الماضية. وبحسب التفاصيل المعلنة فإن علي سويتيكين أوللو التركي الجنسية انخرط في نشاط مجموعة متطرفة في بلاده نهاية التسعينات من القرن الماضي، وكلف بالتوجه إلى الشيشان مع مجموعة من المقاتلين الأتراك عام 2001، وعمل تحت قيادة العربي"أبو حفص"الذي تصفه الأجهزة الروسية بأنه منسق نشاط"القاعدة"في شمال القوقاز. وذكر أوللو في اعترافاته أنه تسلل إلى الشيشان عبر أراضي آذربيجان وجورجيا، وتم إلحاقه بمجموعة تركية مؤلفة من 35 مقاتلاً، خضعت لدورة تدريبية مكثفة ثم تخصصت خلال السنوات الماضية في زرع العبوات الناسفة في طريق القوافل العسكرية. ثمانية متشددين وجاء الإعلان عن اعتقال أوللو بعد مرور يوم واحد على انتهاء عملية عسكرية استمرت خمسة أيام في منطقة أونسوكولسك جنوب داغستان، واعتبرت الأوسع من نوعها خلال الفترة الأخيرة، إذ شارك فيها نحو 700 عسكري روسي معززين بوحدات من المصفحات والمروحيات لتطويق مجموعة من المقاتلين تابعين لجماعة"الشريعة"الناشطة في داغستان. لكن المعركة انتهت بمفاجأة، إذ تبين ان عدد أفراد المجموعة المحاصرة داخل طوق محكم لا يزيد على ثمانية أشخاص تمكنوا بعد معركة استمرت أياماً، من فتح ثغرة في الطوق المفروض والفرار من المنطقة، فيما أسفرت المعركة عن مقتل ثلاثة عسكريين روس. إلى ذلك أكد نائب المدعي العام نيكولاي شيبيل أمس، أن في حوزة الأجهزة الروسية معلومات عن نجاح الانفصاليين الشيشان في تأسيس شبكة إرهابية موحدة يمتد نشاطها إلى كل مناطق الجنوب الروسي. وقال إن الأحداث الأخيرة أظهرت وجود هيكلية موحدة تعمل بتنسيق محكم وتخضع لقيادة واحدة في كل الأقاليم الجنوبية التي تشمل جمهوريات شمال القوقاز وبعض الأقاليم التابعة لموسكو مباشرة. وزاد أن الشبكة التي يتولى قيادتها الزعيم الشيشاني المتطرف شامل باسايف تضم ناشطين من مختلف القوميات في المنطقة بما فيهم الروس الذين وصفهم بأنهم"يعملون عادة تحت إمرة قادة ميدانيين عرب". وأوضح أن الشبكة المرتبطة ب"تنظيمات دولية"تمكنت من اختراق أجهزة الشرطة، عبر أعوان يتولون تسهيل حركة المقاتلين وتضليل الأجهزة الأمنية. وأضاف شيبيل أن معلومات النيابة العامة تؤكد أن"لديهم أعواناً في كل مكان وخصوصاً في أجهزة وزارة الداخلية".