قتل خمسة متطرفين أجانب أحدهم على الأقل تركي الجنسية، خلال معارك عنيفة استمرت طيلة ليل السبت - الأحد قرب مدينة شالي جنوب الشيشان. وذكرت أجهزة الأمن الروسية أن عملياتها في المنطقة جاءت اعتماداً على اعترافات أدلى بها معتقل جزائري كشف فيها أماكن تمركز المقاتلين الأجانب في الجمهورية. وشهدت المناطق الجنوبية من الشيشان حملة واسعة بدأتها القوات الروسية منذ أيام. واتسع نطاقها لتشمل الجبال المحيطة بمدن شيشانية عدة، بعدما توافرت معلومات عن وجود معسكرات للانفصاليين فيها. واستمرت أعنف المعارك طوال ليل الأحد - الاثنين، إذ طوقت القوات الروسية مجموعة من المقاتلين الأجانب قرب بلدة شالي. وأسفرت المواجهات عن مقتل خمسة متطرفين، فيما نجحت بقية أفراد المجموعة المحاصرة من فتح ثغرة في الطوق المفروض عليهم والتوغل في الجبال المحيطة. وعلى رغم ضراوة المعارك قالت مصادر عسكرية إن عدد أفراد المجموعة المتطرفة لم يزد على عشرة أشخاص، يعتقد بأن غالبيتهم من المتطوعين الأتراك، إذ تعرفت السلطات إلى جثة أحد القتلى وهو التركي أرماتش حسن 24سنة، فيما ذكر الناطق باسم غرفة العمليات العسكرية الروسية إيليا شابالكين أن الأجهزة التقطت أثناء المواجهات مكالمات باللغة التركية أجراها المقاتلون في ما بينهم باستخدام أجهزة إرسال. وقال شابالكين إن عمليات الجيش الروسي في المنطقة اعتمدت على اعترافات أدلى بها الجزائري كمال بوراخلي الذي اعتقل قبل أيام. وشملت الاعترافات تفاصيل عن أماكن تجمع المقاتلين في الشيشان. من جهة أخرى، سربت الأجهزة الأمنية الروسية معلومات تفيد بأن محتجزي الرهائن في مدرسة بيسلان أجروا اتصالات هاتفية مع دول في منطقة الشرق الأوسط خلال وجودهم داخل المدرسة. ودلت المعطيات التي يعتقد بأن مصدرها الإرهابي الوحيد الذي اعتقل حياً بعد الكارثة، أن مكالمتين هاتفيتين على الأقل أجريتا من داخل المدرسة مع دولة خليجية وجرى الحديث خلالهما باللغة العربية. كما أفادت أن عدد الإرهابيين العرب بين المجموعة لم يكن 10 أشخاص كما أعلنت موسكو، بل شخصان فقط لم تحدد جنسيتيهما. وكان الزعيم المتطرف شامل باساييف أعلن أن عربيين اثنين شاركا في عملية مدرسة بيسلان.