بعد مرور اقل من 48 ساعة على تهديدات اطلقها الزعيم الشيشاني المتطرف شامل باسايف بتنفيذ هجوم واسع في شمال القوقاز، وجه الانفصاليون في المنطقة ضربة جديدة طاولت هذه المرة بلدة ياندار الانغوشيتية، في ما بدا انه محاولة لتوسيع ساحة المعركة، خصوصاً ان الساعات الاربع والعشرين الماضية شهدت مواجهات في داغستان وكاباردينا بالكاري المجاورتين. وتزامن ذلك مع تقارير احيطت بالسرية قدمها رؤساء الاجهزة الامنية امس، الى مجلس الدوما حول الوضع في شمال القوقاز. ولم يكد يمض يومان على تبني باسايف"اجتياح"مدينة نالتشيك عاصمة كاباردينا بالكاري، حتى تعرضت بلدة ياندار في انغوشيتيا المجاورة ليل الثلثاء - الاربعاء، الى هجوم كبير شارك فيه بحسب تقديرات وزارة الداخلية 50 الى 60 مسلحاً هاجموا منازل عاملين في الاجهزة الامنية. وقالت مصادر وزارة الداخلية في الجمهورية الذاتية الحكم ان ستة منازل تعرضت لقصف بالصواريخ المحمولة واطلاق نار كثيف، مما اسفر عن احراق ثلاثة منها تماماً، من دون الاشارة الى حصيلة للضحايا. ورجحت وزارة الداخلية ان تكون هذه العملية استهدفت الرد على قيام الاجهزة الامنية باغتيال ناشط متطرف قبل ايام هو علي سارالييف الذي ارتبط اسمه بجماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم"الخلافة"أعلنت مسؤوليتها عن غالبية العمليات خلال الفترة الاخيرة. وتزامن ذلك مع مواجهات شهدتها داغستان اعلنت المصادر الامنية انها اسفرت عن مقتل طاهر باتايف الذي يوصف في اوساط المتمردين بانه"امير الجهاد في داغستان"، وتؤكد الجهات الروسية انه مقرب جداً الى باسايف ويعد"اليد اليمنى له". وفي نالتشيك تواصلت عمليات"التمشيط"التي بدأتها القوات الفيديرالية قبل يومين بحثاً عن بقايا المقاتلين الذين شنوا هجوم الاسبوع الماضي او"اعوانهم المختفين في المدينة"، بحسب تعبير المراجع الامنية. وابلغ مصدر في نالتشيك"الحياة"ان قوى الامن فرضت قيوداً على حركة السكان ليلاً، فيما سمع تبادل لاطلاق النار في مناطق مختلفة من المدينة. وأعلنت موسكو ان شخصاً قتل على الاقل ونجح اثنان آخران في الفرار بعد اشتباك بالاسلحة. في غضون ذلك، عقد مجلس الدوما البرلمان الروسي امس، جلسة مغلقة خصصها لمناقشة تدهور الاوضاع في منطقة شمال القوقاز. وقدم رؤساء الاجهزة الامنية تقارير خلالها حول عملية نالتشيك ومستجدات الموقف في القوقاز عموماً. وقال رئيس مجلس الدوما بوريس غريزلوف ان البرلمان استمع خلال الجلسة الى"معلومات سرية"حول الاحداث الاخيرة، مضيفاً ان التقارير اظهرت ان تجهيزات المسلحين الذين هاجموا نالتشيك كانت على مستوى رفيع. وقال رئيس نائب رئيس مجلس السوفيات الفيديرالية الكسندر تروشين ان الاجهزة الامنية لم تقدم اي ضمانات بعدم وقوع هجمات جديدة، مشيراً الى ان احداث اليوم امس في ياندار اظهرت انه"ما زالت مجموعات المتمردين تتمتع بقوة كبيرة وامكانات كافية" لتنفيذ عمليات واسعة النطاق.