قدَر خبراء اقتصاديون حجم الاستثمارات اللازمة لإنجاز مصفاة النفط التي تعتزم تونس إقامتها ب 1.3 بليون دولار. ويبحث التونسيون حالياً عن مستثمرين لتمويل مشروع لإنشاء مصفاة ثانية للنفط في مدينة الصخيرة الساحلية 300 كيلومتر جنوب العاصمة تونس. وأطلقت الحكومة دفتر عروض دولياً في هذا الشأن، قبل نهاية العام الماضي. وكان رئيس الوزراء محمد الغنوشي ناقش الموضوع مع شخصيات إماراتية خلال جولة خليجية قادته إلى كل من الإمارات وعُمان أواخر العام الماضي. وأوضح المصدر أن طاقة المصفاة ستصل إلى 120 ألف برميل يومياً من النفط، 70 في المئة منها للتصدير، فيما تُخصص البقية للسوق الداخلية. ولا تكفي كميات النفط الخام التي تنتجها تونس حالياً لسد حاجات المصفاة، لذلك ستعتمد على النفط المستورد من ليبيا والجزائر المجاورتين. وتوجد في تونس مصفاة قديمة في محيط ميناء بنزرت وهي تعتمد أساساً على النفط الخام المحلي، لكنها لم تعد قادرة على تأمين حاجة السوق من مشتقات النفط، ما حمل الحكومة على التخطيط لإقامة مصفاة ثانية تؤمن حاجات البلاد من المشتقات النفطية على أن يُصدر الفائض إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. وكثفت تونس عمليات الاستكشاف بسبب نضوب النفط من الحقول الرئيسة. وفي هذا الإطار ارتفع عدد الإجازات الممنوحة لمجموعات أجنبية للتفتيش عن النفط والغاز إلى 12 إجازة في العام الماضي. كذلك استُكمل حفر 8 آبار استكشافية، وساعد انطلاق الإنتاج في حقل"آدم"النفطية في حزيران يونيو الماضي في الحد من تراجع الإنتاج المحلي من المحروقات، إذ قدر متوسط الإنتاج في الحقل ب 20 ألف برميل يومياً، أي ما يعادل 8 في المئة من إجمالي الإنتاج المحلي. ويتوقع أن يصل الإنتاج الإجمالي للحقل إلى 820 ألف طن في العام الحالي. وأجازت تونس أخيراً لمجموعتي"باسكال بتروليوم كومباني"الأميركية وپ"جيو ستات تكنولوجي"النمسوية القيام بأعمال التنقيب عن النفط في منطقة مساحتها 2096 كيلومتراً مربعاً في محافظة تطاوين المتاخمة للحدود المشتركة مع ليبيا. وتعهدت المجموعتان حفر بئرين استكشافيتين بكلفة استثمارية قُدرت بعشرة ملايين دولار. كذلك باشرت مجموعتا"أطلس بتروليوم إيكسبلوريشن وورلد وايد"البريطانية وپ"يوروغاز انترناشيونال آي أند سي"الكندية، أعمال تنقيب عن النفط والغاز في عرض سواحل مدينة صفاقس وسط، وتشمل 4041 كيلومتراً مربعاً باستثمارات قدرت ب 3.5 مليون دولار.