على رغم سعيه إلى الراحة والهدوء والاستمتاع بإجازته في مدينة شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر في مصر، لا تزال التكهنات تطارد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في احتفالات رأس السنة. لكن المزاعم التي تحيط به هذه المرة لا تتعلق بشؤون السياسة والديبلوماسية العالمية أو الحرب في العراق، وإنما بقضائه إجازة مجانية على حساب رجل أعمال مصري هو جمال عمر في إحدى الفيلات الراقية المطلة في المنتجع الشهير. وهذه هي المرة الخامسة على التوالي التي يقضي فيها بلير وعائلته عطلة أعياد نهاية السنة في شرم الشيخ. واعتبر مراقبون في مصر ذلك بمثابة رسالة تضامن مع القاهرة في الحرب على الإرهاب بعد التفجيرات التي وقعت في المنتجع العالمي في تموز يوليو الماضي، وراح ضحيتها عدد كبير من الأجانب والمصريين. ويقضي بلير وعائلته إجازتهم في فيلا قيمتها خمسة ملايين جنيه استرليني في المنتجع الفندقي الخاص الذي يمتلكه هذا المليونير. وكان رئيس الوزراء أكد عبر الناطق باسمه في مقر إقامته في لندن، أنه سيدفع كلفة إقامته بالكامل خلال عطلته، علاوة على نفقات السفر جواً إلى شرم الشيخ. ولكن صحيفة"ذي ديلي ميل"الشعبية المناهضة لبلير أرسلت أحد مراسليها إلى شرم الشيخ، فكتب أن أصحاب المتاجر والمطاعم يقولون إن بلير لم يدفع في الماضي كلفة الهدايا والوجبات التي تناولها وعائلته لأن مضيفه جمال عمر تولى ذلك. وتشير الصحيفة إلى أن الفيلا التي يقيم فيها بلير وأولاده الأربعة وزوجته ليست متوافرة للناس العاديين، ما يثير تساؤلات حول الطريقة التي سيدفع رئيس الوزراء من خلالها بدل إقامته فيها. وتضم هذه الفيلا ثماني غرف فاخرة وتقع في أعلى منطقة جبلية تتضمن شاطئاً خاص على البحر، وتحيط بها أسوار عالية وسياج أمني وأشجار النخيل وحمام سباحة خاص. وتقع الفيلا ضمن مجمّع يُعرف باسم فندق الأبراج، وكلفة الإقامة فيها خمسة آلاف جنيه استرليني في الأسبوع. لكن موظفي الفندق يقولون إن الناس العاديين لا يترددون على هذا الفندق، وهو يقتصر على الشخصيات المهمة جداً ورجال السياسة البارزين. وأفادت"ذي ديلي ميل"أن مقر رئاسة الوزراء البريطانية رفض كشف المبلغ المحدد الذي دفعه بلير في مقابل إقامته في الفندق الراقي. وذكرت المطبوعة أن بلير وعائلته التي تضم أيضاً والدة زوجته لم يغادروا الفندق حتى الآن ولم يتوجهوا إلى مدينة شرم الشيخ كما فعلوا في المرات السابقة بسبب المخاوف الأمنية.