اضطرت رئاسة الوزراء البريطانية الى الكشف عن المكان الذي يقضي فيه رئيس الوزراء توني بلير عطلته مع عائلته منذ اوائل آب اغسطس الجاري، بعدما كانت ناشدت وسائل الاعلام الا تنشر هذه المعلومة التي اعتبرتها حساسة نظراً الى الدواعي الامنية. وأكدت رئاسة الوزراء أن بلير يقضي عطلته الصيفية في جزر باربيدوس في البحر الكاريبي، بعيداً من التوترات الامنية التي تسود بريطانيا حالياً بعد موجة التفجيرات الارهابية الاخيرة. وجاء الكشف عن هذه المعلومة بعدما شنت صحف بريطانية عدة هجوماً شديداً على المسؤولين في مقر رئاسة الوزراء بسبب هذا التكتم الذي لم يسبق له مثيل، خصوصاً ان الزعيم البريطاني كان دائماً يحرص على ان تعرف الصحف التفاصيل الخاصة بالاماكن التي يقضي فيها عطلاته وهي دائماً في المنتجعات او المصايف الفاخرة. وكان معلقون بريطانيون ابدوا تذمراً لانها المرة الاولى التي يطلب فيها من الصحافة الا تكشف عن المكان الذي يقضي فيه رئيس وزراء بريطاني عطلته. وأشارت صحف عدة الى ان التذرع بدواعي الامن كان بمثابة اضحوكة لأنه في وقت يعاني البريطانيون العاديون من الاجراءات الامنية المشددة والتوترات الشديدة بعد موجة التفجيرات ضد شبكة المواصلات في لندن، فان بلير يستمتع بالاجواء الخلابة والشمس الساطعة في اماكان يتردد عليها الاثرياء والمشاهير. وكان بلير قضى اجازة الصيف الماضي في باربيدوس ايضاً، في ضيافة المطرب البريطاني المعروف كليف ريتشارد. وبعد تردد طويل، وافق المسؤولون في مقر رئاسة الوزراء على تأكيد ان بلير يقضي اجازته هناك لأنه لم يعد من الممكن مواصلة هذا الحظر غير المسبوق، علماً بأن صحيفة"ذي صن"الشعبية الواسعة الانتشار، ألمحت اخيراً الى ان بلير موجود في منطقة البحر الكاريبي عندما نشرت صوراً فوتوغرافية له هو وزوجته وهما يستعملان يختاً فاخراً. وكان بلير يبدو بملابس البحر وصدره مكشوفاً. وأجرت صحيفة اخرى مسابقة طلبت فيها من القراء أن يحددوا المنتجع أو المدينة الساحلية التي يقضي فيها بلير اجازته. وتحدت بعض وسائل الاعلام رئاسة الوزراء مشيرة الى أنها ستضطر الى الكشف عن"السر الخطير"، لافتة الى ان الرئيس الاميركي جورج بوش يظهر يومياً على العالم بملاية غير الرسمية وهو يقطع الاخشاب في مزرعته. في غضون ذلك، زادت التكهنات بأن بلير بدأ خلال هذه العطلة في كتابة مذكراته التي سيتهافت الناشرون عليها عندما يتقاعد من الحكم بعد فترة ليست طويلة، اذ يتوقع ان يكون ذلك خلال عامين فقط ليفسح في المجال أمام وزير المال القوي النفوذ غوردون براون ليخلفه في زعامة العمال وبالتالي رئاسة الوزراء. ويقول المعلقون ان بلير سيطلب مبالغ كبيرة جداً تصل الى مليون جنيه استرليني في مقابل هذه المذكرات، خصوصاً انه سيكون نسبياً، صغيراً في السن لدى تقاعده حوالى 55-56 عاماً ويحتاج الى دعم مالي كبير يساعده على دفع القرض المستحق على المنزل الفاخر الذي اشتراه بالقرب من حي العرب في ايدجوير روود.