واجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير انتقادات شديدة لأنه لم يقطع اجازته التي يقضيها مع عائلته في مصر ليعود الى لندن ويدير بنفسه الاجراءات التي تتخذها بريطانيا لمساعدة منكوبي الكوارث الطبيعية في جنوب شرقي آسيا. وعلى رغم السرية التي تحيط بتفاصيل عطلة بلير لأسباب امنية، فإن مقر رئاسة الوزراء اكد ان بلير وعائلته في مصر حيث يقضون عطلات اعياد الميلاد ورأس السنة، مثل عادتهم خلال الاعوام الاربعة الماضية. ولكن ناطقاً باسم رئاسة الوزراء رفض ان يؤكد ان بلير يقضي الاجازة في شرم الشيخ على ساحل البحر الاحمر وهو المنتجع المفضل بالنسبة اليه في الشتاء. الا ان الاعتقاد السائد انه موجود هناك بالفعل. واضطر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الى ان يدافع في شدة عن حق بلير في قضاء عطلة قصيرة بسبب"الأعباء الجسيمة التي يتحملها واحتياجه الى فترة يخلد فيها الى الراحة مع عائلته". وأكد سترو ان بلير يتصل في شكل دوري بنائبه جون بريسكوت ويتابع سبل مساهمة بريطانيا في تخفيف اعباء الكارثة الكبيرة وأعمال الاغاثة الانسانية. الا ان عدداً من الساسة المعارضين والكتاب هاجموا في شدة عدم قطع بلير لعطلته والعودة من المنتجع المشمس الذي يقضي فيه فترة من الرفاهية والمتعة. وطالبه بعض المعلقين بأن يستقل اول طائرة متوافرة في طريقها الى المنطقة المنكوبة في الشرق الاقصى، ليقف بنفسه على هول الكارثة ويضرب بذلك المثل ويظهر تعاطفه مع المنكوبين. كذلك تعرض بلير لهجوم من نوع آخر، اذ اتهمه الساسة المعارضون وعدد من المعلقين بأنه اكثر رؤساء الوزراء في تاريخ بريطانيا استمتاعاً بالرفاهية والعطلات الباهظة، مع اتهامات بأنه لم يدفع تكاليف بعضها. ولكن رئاسة الوزراء، اضطرت الى تأكيد ان بلير يتحمل كلفة في عطلته، وان دافع الضرائب البريطاني لن يتحمل هذا العبء. يذكر ان معظم رؤساء الوزراء السابقين كانوا يقضون جانباً كبيراً من عطلاتهم داخل بريطانيا. الا ان بلير يُتهم بأنه يمضي كل العطلات الرئيسة في الخارج، إما على شواطئ البحر الكاريبي، في قصور فاخرة او في جنوبفرنسا او ايطاليا او في مصر في الشتاء.