أعلنت شركة"إي أون رورغاز"، التي تعتبر أكبر شركة ألمانيّة مستوردة للغاز الطبيعيّ، أنّها لا تتوقّع انخفاضاً كبيراً في إمدادات الغاز الطبيعيّ، على رغم تهديدات روسيا بقطع إمداداتها إلى أوكرانيا ابتداءً من اليوم. وصرّح ناطق باسم وحدة"إي أون"لوكالة أنباء"داو جونز"بالقول:"نحن في وضع جيد، وإمدادات الغاز لدينا متنوّعة كفاية وتحول دون التأثّر بشدّة بالحدّ من إمدادات الغاز من مصدر معين". وفي حين أنّ روسيا تعتبر مورّدة الغاز الأساسيّة لشركة"رورغاز"، إذ توفّر لها 31 في المئة من إمداداتها، تحصل الشركة على القسم الأكبر من إمدادات الغاز لديها من النروج وهولندا، اللتين تقدّمان على التوالي 26 في المئة و19 في المئة من حاجاتها، بحسب المتحدث الرسمي للشركة. وقال المتحدث:"علاوةً على ذلك، لدينا مخزونات من الغاز الطبيعيّ تصل كمّيّتها إلى 5 مليارات متر مكعّب تقريباً". وتغطّي مخزونات الغاز الطبيعيّ الألمانيّة زهاء 75 في المئة من معدّل الاستهلاك اليوميّ، بحسب ما أورد اتّحاد مورّدي الغاز والماء"بي جي دبليو". وصدرت التعليقات الألمانية على أثر مشاحنة قائمة بين روسياوأوكرانيا بسبب خطط لشركة"غازبروم"الروسية تهدف إلى زيادة أسعار الغاز الطبيعيّ الذي تشتريه أوكرانيا منها. وتطلب السلطات الروسيّة من أوكرانيا دفع زهاء 230 دولاراً، أي أكثر بأربع مرّات من سعر 50 دولاراً الحالي، لكلّ ألف متر مكعّب. وأبرمت روسيا أخيراً عقوداً تورّد بموجبها الغاز إلى بيلاروسيا بسعر 47 دولاراً لكلّ ألف متر مكعّب، وإلى أرمينيا وجورجيا بسعر 110 دولارات. وتستورد ألمانيا 35 في المئة من الغاز الطبيعيّ الذي تحتاج إليه من روسيا، إلاّ أنّ اتّحاد مورّدي الغاز والماء قال إنّ كميات محدودة فقط من الإمدادات تصل عن طريق خطّ الأنابيب الذي يمرّ بأوكرانيا. أمّا الباقي فيُنقَل عبر خطّ أنابيب يمرّ ببيلاروسيا وبولندا، بحسب ما أكّد الاتّحاد. وأكّدت شركات ألمانيّة أخرى مستوردة للغاز أيضاً أنّها تحافظ على هدوئها حيال هذا الوضع. وأعلنت شركة"ونغاز"، وهي مشروع مشترك بين"بي أي أس أف"و"وينترشال"و"غازبروم"الروسيّة أنّها تتلقّى بدورها قسماً كبيراً من الغاز الطبيعيّ لديها من طريق خطّ الأنابيب الذي يعبر بيلاروسيا وبولندا. وتحصل الشركة على أكثر من 71 في المئة من الغاز الروسيّ لديها من طريق خطّ أنابيبها البديل، بحسب ما أعلن أحد الناطقين باسم الشركة. وصرّح ناطق آخر باسم"ونغاز"لوكالة أنباء داو جونز قائلاً:"لدينا أيضاً مخزونات كبيرة تغطّي زهاء 30 في المئة من احتياجاتنا السنويّة". وبالنسبة إلى تحديد الأسعار، فقد يكون للحدّ من إمدادات الغاز الطبيعيّ وقع محدود، نظراً إلى أنّ معظم الغاز الطبيعيّ يباع على شكل عقود طويلة المدى ذات أسعار محدّدة، بحسب ما كشفت شركة"ونغاز". وتابع الناطق كلامه قائلاً:"حتّى إن ارتفعت الأسعار في السوق نتيجة لخفض الإمدادات من روسيا، فإنّ الأسعار التي يدفعها المستهلكون ستبقى على حالها".