كان العنوان مغرياً لجمهور يتابع أخبار نجومه الدراميين:"مرايا ياسر العظمة في برنامج كاتب وموقف"، فقد امتلأت قاعة المركز الثقافي العربي في أبو رمانة في دمشق بالحضور، لتستمع الى ندوة"كاتب وموقف"الاذاعية، التي يعدّها ويقدّمها الإعلامي والناقد عبدالرحمن الحلبي، ولتشاهد أيضاً الفنان ياسر العظمة والفنانة سلمى المصري ووفاء موصللي وجهاً لوجه. لكن هذا الجمهور المحب، الجميل،"الغفور"بحسب زياد رحباني خذله نجومه. ببساطة شديدة غاب ياسر العظمة عن هذه الندوة المخصصة لتكريمه وغابت معه سلمى المصري ووفاء موصللي، وكانتا بحسب برنامج الندوة مشاركتين في النقاش. لم يرسل النجوم اعتذاراً، ويبدو أن العظمة صاحب المرايا الناقدة، لم يرغب بمشاهدة تجربته الدرامية في مرايا النقد، حيث أفاض الناقد محمد مرعي الفروح في التحليل وهو يناقش تجربة العظمة الدرامية، بمشاركة الكاتب والقاص نور الدين الهاشمي. من حقنا أن نسأل: لماذا غاب النجوم ولم يكترثوا بجمهور يحبهم، هل هي النجومية وإغواء الابتعاد طلباً للابتعاد فقط، أم ان هواء النجومية قد أفقدهم جاذبية الأرض وتعلق القلوب بحضورهم. إحداهن علّقت: هذا استخفاف بنا. فيما تخلّص معدّ الندوة من الاحراج الذي تركه الغياب حين أسعفه الناقد والكاتب رياض عصمت والفنان محمد خير الجراح بتقديم مشاركات على الهواء مباشرة، ولا أريد التذكير بأن الاثنين يملكان ذخيرة ثقافية مهمة، فالأول مؤلف مسرحي وكاتب سيناريو، والثاني فنان مهم، شارك تمثيلاً في"مرايا". وعلّق أحد الحاضرين بقوله:"لم يترك العظمة ظاهرة سلبية في حياتنا الاجتماعية إلا وعرّضها لمراياه النقدية بما فيها الوقت واحترام المواعيد. فهل سيحول العظمة غيابه وغياب زميلاته في النجومية الى لوحة ناقدة في مراياه المقبلة؟". أهكذا يعامل النجوم الجمهور... الجمهور الذي يتابعهم ويحبهم ويطلقهم نجوماً في سمائه؟ ويبقى في النهاية من حقنا ألاّ نقتنع بالدارج من أقوالنا"الغائب عذره معه"، لأن هذا المثل كان صحيحاً أيام التنقل عبر الأدوات البدائية.