منذ سنوات يتابع الجمهور السوري والعربي، بفضل الفضائيات، مسلسل "مرايا" الذي استحوذ على اهتمام الجمهور بكل شرائحه، مرسخاً مشروعاً فنياً من خلال الفنان ياسر العظمة عبر القصة القصيرة الساخرة. وهذا جعل من الصعب تخيل شهر رمضان المبارك من غير "مرايا" التي باتت، وهذا ما ندر وجوده في الدراما العربية، مقترنة باسم العظمة المشارك في كتابة معظم الحلقات وبطل كل القصص، حتى ان شخصياته في العمل تتجاوز الثلاثين شخصية. ول"مرايا" الفضل في اخراج الكثير من المواهب الى فضاءات الفن، كما ارتبطت أسماء عدة ب"مرايا" حتى اصبح هناك ما يطلق عليه "أسرة مرايا". وعلى رغم كل الاعمال الكوميدية التي رافقت ظهور المسلسل، ظل هذا العمل متفرداً وذا خصوصية فنية. لكن "مرايا" هي ياسر العظمة والعكس صحيح مع احتفاظ الممثلين المشاركين بمكانهم كل في موقعه. وفي الفترة الأخيرة ظهرت أعمال تلبس الرداء ذاته وتسلك الطريق نفسه، وفضّلها بعضهم على "مرايا". فماذا عن "مرايا 2003" وما التغيرات لأجل الاستمرار وكيف ينظر الفنان ياسر العظمة الى المنافسة؟ هذا ما أجاب به العظمة نفسه في هذا الحوار: هناك تغيرات طرأت على مسلسل "مرايا 2003" من حيث الافكار والموضوعات والاخراج، كيف تم ذلك؟ - هذا صحيح، حاولت هذا العام التجديد في الموضوعات المطروحة والابتعاد عن تكرار قصص وردت سابقاً في المسلسل، وأيضاً على صعيد كتّاب "مرايا" تعاونت هذا العام مع الكاتب نور الدين الهاشمي بصورة فاعلة اضافة الى الافكار التي نلتقطها من الناس ونقوم على صوغها درامياً. وهناك تجديد على صعيد الاخراج بدخول المخرج الشاب سيف الدين السبيعي الى قائمة مخرجي "مرايا" وهو فنان شاب متألق أضاف رؤية بصرية جديدة وطريقة حيوية في الاخراج مملوءة بروح الشباب، اضافة الى التغييرات على صعيد افراد أسرة "مرايا" سواء بانضمام عدد كبير من الوجوه الشابة الجديدة اليها ناهيك ببعض المخضرمين في الوسط الفني الذين يشاركون كنجوم للمرة الأولى مثل الفنانتة صباح جزائري والفنان رفيق سبيعي. ألا تشعر بأنك غامرت باختيار مخرج شاب بعد أسماء مشهورة في الدراما السورية كانت قد أخرجت "مرايا" في السنوات الماضية؟ لم يكن اختياري سيف الدين سبيعي من الفراغ، فهو موجود معي كممثل من حوالى تسع سنوات. ومن خلال هذا التواصل المستمر نتحدث كثيراً حول الأساليب الاخراجية الحديثة. وهو متابع جيد لما يدور في السينما العالمية ولديه خلفية ثقافية فنية مهمة، كما انه عمل مخرجاً منفذاً في عدد من المسلسلات مع المخرج هيثم حقي. وكان أحياناً يقوم باخراج بعض المشاهد في حال غيابه. وقد أعجبتني فيه الحماسة والدقة في ملاحظة السيناريو واللوحة الدرامية، لذلك لم أغامر بسيف الدين سبيعي كمخرج، بل كنت واثقاً من ان اختياري له موفق. خلال السنتين الماضيتين اشتهرت اعمال منافسة ل"مرايا" ولنسم "بقعة ضوء" التي قال بعضهم انها سحبت البساط من تحت "مرايا" جماهيرياً، ما تعليقك على ذلك؟ - لقد تابعت مسلسل "بقعة ضوء" في جزءيه الاول والثاني وأعجبني الجزء الاخير اكثر وهنأت القائمين عليه الفنانين أيمن رضا وباسم ياخور والمخرج ليث حجو. والمنافسة جميلة وأتمنى لهم التوفيق والخير ولديهم الآن مسلسل "عالمكشوف" وأنا أشعر بالسعادة عندما أرى برامج ومسلسلات خرجت من تحت مظلة او عباءة "مرايا" وأحبها الناس. هذا يدعوني الى ان أجوّد عملي وأطوره وأحدثه. وكل التهاني لكل برنامج ناجح لأن ذلك يجعل الفن السوري دائماً في المقدمة. وإعجاب الناس بهذه الاعمال هو دليل على ان الفن السوري صارت له هوية ويتلمس خطاه نحو القمة. ما أهم الاركان التي يستند اليها "مرايا" وتجعل منه مسلسلاً ناجحاً ودائم الحضور؟ - أهم ما يميز "مرايا" انه لا يفتري على الواقع ولا يتجنى عليه وإنما يأخذ القصص من حياة الناس وهمومهم ومشكلاتهم، من قديمهم وجديدهم ومن أحلامهن وطموحاتهم، هو ملتصق بالناس. ونجاح "مرايا" يأتي من كونه جماهيرياً يهم مختلف شرائح المجتمع. وعدت الجمهور في لقاء معك العام الماضي بعرض مسرحي. ماذا عن هذا العمل؟ - لا أزال عند وعدي، فالعمل جاهز وسنبدأ البروفات بعد اربعة اشهر وهو بعنوان "الكرسي" من تأليفي وعلى الأغلب سأكون مخرجه ايضاً واذا لم تخرج هذه المسرحية الى الناس هذا العام فإنني سأغض النظر عن المسرح نهائياً.