منذ أن وجد المسرح كانت الكوميديا اللغة الأكثر اقتراباً من المتفرج لأنها تحقق ثنائية المتعة المسلية والفائدة ولطالما استطاعت المساس بالمشاكل التي يعاني منها معظم الفئات الإجتماعية عبر لغة بسيطة وسهلة تصل الى أبسط العقول. في سلسلة "مرايا" الكوميدية التي اعتدنا متابعتها سنوياً بموضوعات جديدة ولقطات مضحكة، يتابع الفنان ياسر العظمة تقديم انتقاداته وسخريته ولكن بتعاون متجدد سبق وان خاضه في "مرايا 97" مع المخرج مأمون البني. اعتمدت "مرايا 2000" على كتّاب جدد ويشارك في تجسيد شخصياتها: ياسر العظمة ومها المصري وسلمى المصري ووفاء موصللي وسليم كلاس وعصام عبه جي وعارف الطويل، وآخرون. في أحد مواقع التصوير وخلال انهماكه في العمل التقينا المخرج مأمون البني. حدثنا عن تجربته الإخراجية مع "مرايا" قائلاً: "هذه التجربة ليست جديدة عليّ حيث سبق ان اخرجت إحدى سلاسل مرايا وهي "مرايا 97" وانا متابع جيد للعمل. عدا عن الصداقة الشخصية التي تربطني بالفنان ياسر العظمة. هناك جانب نقدي يعجبني في هذه السلسلة ويتعلق بما يدور في واقعنا، عبر تفاصيل صغيرة ودقيقة تلامس شرائح مجتمعية مختلفة وهذا سبب نجاحها. "مرايا" هي مشروع الفنان ياسر العظمة الذي يحاول تقديمه بطريقة جديدة لذلك يحاول كل مخرج إيجاد صيغة لإخراج العمل، مختلفة ولكن متناسبة مع تطلعات هذا الفنان. و"مرايا" هي نبض الشارع والحياة ولوحاتها عاكسة لهذا الواقع، تقدم في ثلاثين حلقة دون اللجوء الى أية ألاعيب إخراجية، تعمل على تشتيت المشاهد وإبعاده عن مضامين اللوحات. وهذا يعود الى خصوصية السلسلة التي لا تعتمد الفانتازيا ولا اللقطات غير المفهومة. وهنا تكمن صعوبة اخراج العمل الذي يحتاج الى لغة مبسطة يستطيع المشاهد متابعتها وفهمها". ويضيف المخرج مأمون البني: "في كل تجربة جديدة هناك إضافات أعمل على تقديمها ولا شك انه يوجد في سلسلة مرايا إضافات من خلال اللوحات. فكل مخرج قدم لهذه السلسلة الجديدة وأنا قلت هذا الكلام عندما اخرجت "مرايا 97". الفنانة سلمى المصري التي عودتنا على حضورها الدائم في هذه السلسلة عززت حضورها بالحديث عن تجربتها في "مرايا 2000" قائلة: "ان هذا العمل محبب الى قلبي، وصار له حضور كبير ومكانة عند المشاهد العربي. وأنا اشترك دائماً في هذه السلسلة نتيجة حبي الكبير لفريق العمل. كما ان مسألة التغيير الدائم للشخصيات التي أقدمها هي أيضاً دافع آخر لمشاركتي في "مرايا". وأسرة المسلسل يجمعها الحب والتعاون واعتقد ان هذه السلسلة يمكنها التطور والتجدد دائماً وهذا الأمر مرتبط بتطور الحياة وتجددها الدائمين". وتشارك الفنانة وفاء موصللي في هذه السلسلة. وعن مشاركتها قالت: "سلسلة مرايا لها خصوصية تميزها عن الأعمال الدرامية الأخرى. فالفنان يقدم أكثر من شخصية في عمل واحد، ما يحث الممثل على ايجاد حلول سريعة وناجعة لتقديم هذه الشخصيات بالشكل المطلوب" ان البحث الدائم عن موضوعات تمس الواقع وتعالج أكثر مشاكله تعقيداً بطريقة ساخرة ليس بالأمر السهل ويتطلب الكثير من الدقة والحساسية لإقتناص اللقطة، ولعل هذه الخصوصية هي التي ميزت "مرايا" وجعلتها من بين الأعمال الكوميدية القليلة التي تجمع الضحكة والفائدة، وميّزتها عن الكثير من الأعمال الأخرى وخاصة تلك التي تأخذ الكوميديا مبرراً للأفكار الضحلة التي تطرحها. وهذه النقطة بالذات جعلت من "مرايا" عملاً جماهيرياً وشعبياً تتابعه مختلف الشرائح الإجتماعية ومن مختلف الأعمار، حسبما يرى النقاد.