أزال العارض الصحي الذي أصاب الرئيس الفرنسي جاك شيراك، عقبة من أمام وزير الداخلية نيكولا ساركوزي، صاحب الطموح الدائم والمعلن لخلافته في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها فرنسا عام 2007. والانباء المختلفة المتوافرة عن صحة شيراك 72 عاماً، الذي يلازم مستشفى"فال دوغراس"العسكري في باريس، مطمئنة ولا تدعو لأي قلق. وهذا ما أكده المسؤولون القلائل الذين تسنت لهم زيارته في المستشفى، ومنهم تحديداً رئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان، وأيضاً أولئك الذين تحدثوا اليه عبر الهاتف. كما أكد بيان رسمي ان الحال العامة لشيراك الذي تعرض يوم الجمعة الماضي لاضطراب في النظر، ناجم عن انسداد في أحد الشرايين،"مرضية جداً"وانه سيبقى"قيد المراقبة الطبية لبضعة أيام أخرى". وعلى رغم ان شيراك تجاوز على ما يبدو الوعكة التي أصابته، فإن كثيرين يتوقعون ان يضطر الى خفض وتيرة نشاطه وخصوصاً تنقلاته ورحلاته. فهذه الوعكة أضعفت شيراك صحياً بعدما كان تلقى ضربة معنوية شديدة القسوة من خلال الاستفتاء على الدستور الأوروبي الذي رفضه الفرنسيون بكثافة، مما قلص الى أقصى قدر، إمكان إقدامه على ترشيح نفسه لولاية رئاسية ثالثة في سنة 20070 وبالتالي بات في إمكان ساركوزي ان يوفر على نفسه جهد"قتل الأب"سياسياً، أي شيراك الذي يعرقل طريقه الى الرئاسة والتفرغ لمهمة التخلص من"الوريث"الممثل بدوفيلبان. والاكتئاب والقلق اللذان خيما على الاجتماع السنوي الذي عقده حزب"الاتحاد من أجل الحركة الشعبية"، في منطقة لابول يومي السبت والأحد الماضيين، نتيجة الحال الصحية للرئيس، لم يمنعا ساركوزي من التعبير مجدداً عن شهيته المفرطة لتولي الحكم. فبعدما تمنى بالطبع الشفاء العاجل لشيراك، فإنه أكد في خطاب ألقاه في ختام اجتماع لابول ان"لا شيء، ولا أحد، سيمنعني من المضي حتى النهاية"وصولاً الى استحقاق سنة 2007. ومن جانبه اختار دوفيلبان، البقاء بعيداً من أي نزعة هجومية في مواجهة منافسه، داعياً أسرته السياسية الى الابقاء على وفائها"للخط الذي حدده رئيس الجمهورية"وللتاريخ المشترك طوال السنوات الماضية. لكن التروي الذي يحكم سلوك دوفيلبان، لن يحول دون استغلال ساركوزي كل الفرص، لتقويض شرعية منافسه وتقديم نفسه على انه الوريث الأفضل لشيراك واليمين الفرنسي عموماً.