صعدت أنقره لهجتها الرافضة لأي شروط جديدة قد يمليها الاتحاد الأوروبي، قبل بدء التفاوض مع تركيا على العضوية في الثالث من تشرين الأول أكتوبر المقبل. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا استكملت كل المعايير التي طلبت منها ولن تقبل فرض أي شروط جديدة عليها. وفي إشارة إلى الموقف الفرنسي الذي يطالب بتأجيل التفاوض مع تركيا إلى حين اعتراف أنقره بالجمهورية القبرصية، قال أردوغان إن بعض الدول الأوروبية تجير مواقفها من تركيا لمصلحة مسائل سياسية انتخابية داخلية. في الوقت نفسه، هدد وزير الخارجية التركي عبدالله غل بإغلاق ملف الاتحاد الاوروبي نهائياً ومن دون رجعة، في حال حاول الاتحاد فرض شروط جديدة على تركيا أو عرض عليها شراكة خاصة بدلاً من العضوية التامة. وجاءت هذه التصريحات على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في مدينة نيو بورت مقاطعة ويلز والذي ناقش خلاله الوزراء مسألة رفض اعتراف تركيا بالجمهورية القبرصية على رغم توقيع أنقره اتفاق الاتحاد الجمركي الموسع الذي يضم قبرص. وكان الجانب القبرصي هدد سابقاً باستخدام الفيتو ضد بدء المفاوضات مع تركيا، ما لم تعترف رسمياً بقبرص، فيما اتفق وزراء الخارجية الاوروبيون على اصدار بيان يرد على بيان أنقره التي قالت إن توقيعها على اتفاق الاتحاد الجمركي لا يعني اعترافاً منها بقبرص. إلا أن الوزراء اجلوا اصدار البيان اسبوعاً واحداً بسبب الخلاف على فقرة فيه تحدد عقوبة تركيا ان هي لم تنفذ بنود اتفاق الاتحاد الجمركي ولم تفتح مطاراتها و موانئها للبضائع القبرصية. واتفق الوزراء في البداية على رفض فكرة تاجيل المفاوضات مع تركيا، و عدم اشتراط اعترافها رسميا بقبرص، لكن في مقابل ذلك، سيطلب الاتحاد الاوروبي من تركيا فتح موانئه ومطاراته للبضائع القبرصية. وسيتضمن البيان ذلك، مع الاشارة الى ان الاتحاد الاوروبي سيتابع التزام تركيا بذلك طيلة عام 2006 ، الا أن قبرص وعدداً من الدول الاوروبية كانت طالبت بربط موعد التفاوض مع تركيا بتنفيذ أنقره بنود الاتفاق الجمركي مع قبرص، فيما سيتحدد موقف الاتحاد النهائي من تركيا من خلال البيان الذي يصدره وزراء الخارجية الاسبوع المقبل.