عبّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن أسفه لتصريحات نظيره الفرنسي دومينيك دوفيلبان الذي تحدث عن ضرورة أن تعترف تركيا بجمهورية قبرص كشرط لبدء المفاوضات بين أنقره والاتحاد الأوروبي، والتي من المفترض أن تبدأ في الثالث من تشرين الأول أكتوبر المقبل. وقال أردوغان إن دوفيلبان عندما هاتفه في كانون الأول ديسمبر من العام الماضي، ليبارك له حصول تركيا على تاريخ لبدء المفاوضات مع الاتحاد، قال له إنه"يتفق مع رأي المفوضية الأوروبية بفصل موضوع الاعتراف بقبرص عن مسيرة عضوية تركيا في الاتحاد، لكنه عاد اليوم ليقول غير ذلك وهذا مؤسف للغاية". وأكد أردوغان أن تركيا لن تقبل أي شروط جديدة من أجل بدء المفاوضات على عضويتها مع الاتحاد الأوروبي. وفي الإطار نفسه، طلبت الخارجية التركية توضيحاً من باريس بعد تصريحات دوفيلبان التي أدلى بها الثلثاء إلى إحدى الإذاعات الفرنسية، أكد فيها ضرورة أن تعترف تركيا بجمهورية قبرص وإلا وجب تأجيل موعد بدء المفاوضات مع أنقره إلى أجل آخر. الفيتو القبرصي وفي أعقاب التصريحات الفرنسية، هدّد الجانب القبرصي باستخدام الفيتو ضد بدء المفاوضات مع تركيا خلال اجتماع قيادات الاتحاد الأوروبي في أيلول سبتمبر المقبل. وقال الناطق باسم الحكومة القبرصية كيبروس هريسوستوميديس انه في حال لم تطبق أنقره اتفاقية الاتحاد الجمركي مع قبرص ومنعت طياراتها وسفنها من دخول الموانئ التركية، فإن قبرص ستستخدم حق الفيتو لوقف المفاوضات مع تركيا قبل بدئها. وكانت تركيا وقعت الأسبوع الماضي على البروتوكول الإضافي لاتفاقية الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي والتي تشمل الدول العشر التي انضمت أخيراً إلى الاتحاد ومن بينها قبرص. إلا أن أنقره أرفقت توقيعها ببيان أعلنت فيه أن التوقيع على البروتوكول لا يعني الاعتراف بجمهورية قبرص. وجاء التوقيع بعد حصول تركيا على ضمانات من بريطانيا والمفوضية الأوروبية بأن الاعتراف بقبرص أمر منفصل عن مسيرة عضويتها في الاتحاد وذكر مسؤول في المفوضية الأوروبية أن شأن الاعتراف بقبرص يخص الأممالمتحدة وليس الاتحاد الأوروبي. الوعود الشفوية من جانبها، تتمسك تركيا بالوعود الشفوية التي حصلت عليها بضمان فصل مسألة الاعتراف بقبرص عن العضوية في الاتحاد. وتراهن على أن قبرص لن تجرؤ وحدها على سد الطريق أمام تركيا واستخدام الفيتو لخلق أزمة داخل الاتحاد. إلا أن تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي شجعت على ما يبدو قبرص للتلويح بورقة الفيتو، فيما تعتبر أنقره أنها ربما تذهب ضحية للخلافات الفرنسية - البريطانية في الاتحاد الأوروبي، بعدما أعلنت بريطانيا تأييدها للموقف التركي. كما اتهمت أوساط سياسية وإعلامية تركية دوفيلبان باستخدام ورقة تركيا لكسب نقاط في الداخل الفرنسي. وعبر مسؤولون أتراك مراراً عن استيائهم من استخدام سياسيين أوروبيين، ولا سيما فرنسيين ومعارضين في ألمانيا، ورقة عضوية تركيا للمزايدة في صراعاتهم السياسية الداخلية.