أنقرة، بروكسيل - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - اتخذت تركيا و"جمهورية شمال قبرص التركية" خطوات نحو الاندماج رداً على بدء الاتحاد الأوروبي اجراءات ضم الجمهورية القبرصية اليونانية الى عضويته. وأعلن في انقرة امس الثلثاء ان المسؤولين الأتراك والقبارصة الأتراك قرروا تعميق العلاقات في عدد كبير من المجالات، خصوصاً انشاء منطقة اقتصادية مشتركة. وفي وقت تزايدت احتمالات المواجهة بين الجاليتين القبرصيتين واحتمالات استدراج أنقرة وأثينا الى هذه المواجهة، أعلن في واشنطن ان المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك سيصل الى نيقوسيا اليوم لاجراء مشاورات مع الطرفين القبرصيين. وفي موسكو، أكد الرئيس الروسي بوريس يلتسن لوزير الدفاع اليوناني اكيس تسوهاتسو بولوس لدى استقباله أمس ان روسيا لن تتراجع عن تعهدها تسليم قبرص اليونانية نظام الصواريخ "اس - 300" المضاد للصواريخ لحمايتها من أي هجوم من الجانب التركي. ورأى الوزير اليوناني ان هذا التأكيد الروسي يجسد "الآفاق الخاصة" للتعاون العسكري والتقني بين روسيا وبلاده. وكانت تركيا اعتبرت الاسبوع الماضي ان نشر هذا النظام المتطور للصواريخ في قبرص يمكن أن يشعل فتيل الحرب في الجزيرة المقسمة. وفي بروكسيل، بدأ الاتحاد الأوروبي النظر في ضم قبرص اليونانية وخمس دول من شرق أوروبا الى عضويته في اجراء يتوقع ان يستكمل بحلول سنة 2003. وعلق وزير الخارجية البريطاني روبن كوك على الجدل الدائر في شأن ضم الشطر الجنوبي من قبرص الى الاتحاد الأوروبي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية له، مبدياً أسفه لعدم التوصل الى حل سياسي يعيد توحيد الجزيرة المقسمة منذ عام 1974. وأعرب الوزير البريطاني عن أمل الاتحاد الأوروبي في أن يؤدي منحه العضوية للجمهورية القبرصية الى استفادة كل الجاليات في الجزيرة بما في ذلك الجالية القبرصية التركية في الشمال وان يؤدي ايضاً الى إحلال السلام والمصالحة بين الطرفين المتنازعين. وأبدى كوك تمسك الاتحاد الأوروبي بإعادة توحيد قبرص في اطار دولة كونفيديرالية تتألف من منطقتين ومجموعتين، وذلك استناداً الى مبدأ التسوية السياسية الشاملة تبعاً لقرارات الأممالمتحدة في هذا الشأن. ولم يفت الوزير البريطاني ان يؤكد مجدداً دعم المساعي التي تبذلها الأممالمتحدة لدى الجاليتين وصولاً الى تحقيق هذا الهدف. وأعرب كوك عن أسف الاتحاد لرفض القبارصة الأتراك المشاركة في مفاوضات ضم الجزيرة ضمن الوفد القبرصي اليوناني. وكان القبارصة الأتراك اعتبروا هذه الصيغة المقترحة لاشراكهم في المفاوضات بمثابة التعامل معهم على أساس أنهم أقلية. وطالبوا الاتحاد بتأجيل التفاوض مع قبرص اليونانية ربما يتم التوصل الى اتفاق بين شطري قبرص، مبني على التساوي في الحقوق السياسية والقانونية. غير أن الموقف في انقرة بدا أمس أكثر بعداً من آفاق التسوية في ظل اتفاق المسؤولين في تركيا و"جمهورية شمال قبرص التركية" على اجراءات تعمق العلاقات بين الجانبين.