علقت صحيفة"زوددويتشه تسايتونغ"الألمانية على استمرار أزمة تشكيل الحكومة في البلاد بسبب الخلاف المستمر بين المستشار غيرهارد شرودر ومنافسته المسيحية الديموقراطية آنغيلا ميركل حول من فاز بثقة الناخبين في الانتخابات النيابية التي أجريت في 18 الشهر الجاري فكتبت: "شرودر مستقر في حزبه أكثر من استقرار آنغيلا ميركل في حزبها. ولكن طالما أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي يرفعه عالياً على الأكف فلن يسعى الاتحاد المسيحي الى تركها تسقط لأسباب تتعلق بالكرامة. ولكن في حال رحل شرودر سيُخرج الاتحاد المسيحي آنغيلا ميركل من اللعبة. ولذا فمصيرها معلق بمصير شرودر. والاثنان مصيرهما مشترك. وما يمكن اعتباره سلبياً يمكن تفسيره ايجاباً أيضاً. فوجود شرودر قوي أمر يقوّي ميركل أيضاً. وهذا الأمر يمكنها من تثبيت وضعها، والصعود الى الأعلى ان تفاهمت مع شرودر على تقاسم ولاية المستشارية: شرودر يبدأ كمستشار، وميركل نائبة له ووزيرة للخارجية، وفي ربيع 2007 يسلّمها مقاليد الحكومة. وهذا التقاسم لن يُعجب منافسي ميركل في الاتحاد المسيحي لأنهم يرون أن تطلعاتهم قد تذهب أدراج الرياح. ولكن الحل هذا حكيم. ومن الممكن تثبيته ايضاً في اتفاق التحالف، علماً أنه لا يشكل التزاماً قانونياً. ولا يمكن إلزام النواب به، بل ولا يسمح برفع دعوى في كارلسروه مقر المحكمة الدستورية لفرض تنفيذه. ويمكن النظر اليه على أنه التزام طبيعي يقوم على ثقة متبادلة تلزم سياسياً وأدبياً. ويتوجب على الثقة هذه ان تستند الى تفاهمات وشروط مختلفة، أولها على سبيل المثال أن يحصل التبديل في منصب المستشار بعد مرور ثلث مدة الولاية لا نصفها. ثانياً، أن يحصل التبديل في المدة التي تقود فيها ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي، ويجرى الاحتفال به إبان قمة الاتحاد. وواضح ان المرء غير قادر، في هذه المدة، على تقديم أعذار واهية. والخريطة الزمنية هذه مناسبة، إذ ان المانيا تقود، عام 2006، رئاسة الدول الصناعية الثماني، أي مجموعة الدول الصناعية الأهم في العالم. وفي هذا المجال يتمتع شرودر بالخبرة المطلوبة، وفي إمكانه التحضير بتركيز كبير لمدة رئاسة الاتحاد الأوروبي، ويتم في وسطها التبديل في المستشارية لينتقل المنصب الى ميركل التي تكون حضّرت نفسها. وعندها يجلس شرودر في الأولمب الاشتراكي الديموقراطي الى جانب فيلي براندت، ويفرح لتنفيذ حلمه بافتتاح ألعاب بطولة العالم في كرة القدم كمستشار للبلاد في 2006". عن هيربيرت برانتل، زوددويتشه تسايتونغ الألمانية، 26/9/2005