لا تنقص الرياضيات العراقيات الپ150 المشاركات في دورة الألعاب الإسلامية الرابعة في طهران، الشجاعة على رغم قلة الممارسة، وبعضهن يستمتعن بمشاركتهن الدولية الأولى خارج بلد تجتاحه الحرب. وذاق الوفد العراقي الأسبوع الماضي عناء السفر لاجتياز نحو 1000 كلم بين بغدادوطهران على متن الحافلات لما يقارب الپ24 ساعة، ولا تزال آثار هذه الرحلة ترتسم في عيون الفتيات العراقيات وتقرأ في نتائجهن، إذ خسر منتخب كرة السلة امام نظيره الإيراني 34-108 ومنتخب كرة الصالات امام نظيره الأرمني صفر-14. وترى المسؤولة عن فريق كرة الصالات زينب عبد الرزاق ان"المهم هو المشاركة والشعور بأننا نعيش حياة عادية". وتشارك المنتخبات العراقية في اكبر عدد من الألعاب 12 من 18 للدلالة على الرغبة في الحياة الطبيعية، وتقول منال عبود العنقبي الحكم في رياضة الرماية"لا نملك المال للذهاب الى الخارج. لحسن الحظ منظمو الألعاب وجهوا لنا الدعوة، لكن يجب ان تتقاسم كل 4 فتيات غرفة واحدة". وتعتبر إقامة العراقيات في طهران خلال مشاركتهن في الدورة ضرباً من الرفاه قياساً على ما يعانين منه في بغداد، حيث يتعين عليهن الانخراط في التدريب مرات عدة في الأسبوع للمحافظة على مستوى معين وهن يخاطرن بحياتهن من اجل ذلك. وتروي العنقبي في هذا الصدد"من اجل الحضور الى التدريب عند الساعة 17.00، يتعين علينا الخروج من المنازل في الساعة 13.00 لكثرة ما يوجد من نقاط تفتيش على الطرقات". وتضيف:"عندما نركب الحافلات ونسير في الطريق، تكون الخطوط التي نسلكها هي الأكثر خطورة لأن الحافلات تعتبر اهدافاً اولى. الأمن هو المشكلة الرئيسية بالنسبة إلينا". وقبل كل لقاء في الرياضات الجماعية، تمارس العراقيات طقساً يليق بفريق الركبي، حيث يصطففن الكتف الى الكتف والرؤوس منخفضة نحو الاسفل يدعون من اجل بلدهن ومن اجل السلام فيه. وتقول زينب عبد الرزاق تعليقاً على هذا الموقف"انها لحظة مؤثرة جداً. انها لحظة نكون فيها سعيدات وان كنا نفكر من دون انقطاع في أهلنا وأقربائنا". ويشارك منتخب كرة الصالات احياناً في دورات في سورية والأردن، لكن لا تتاح مثل هذه الفرصة لجميع العراقيات. فعلى سبيل المثال، لم يغادر منتخب كرة السلة العراق منذ 15 عاماً وانسحبت 4 من اللاعبات في اللحظة الأخيرة لأسباب مختلفة. ويقول المدرب :"تدربن مع بعضهن خلال أسبوعين فقط، وبمعنى آخر عشن مع بعضهن منذ أسبوعين". وتشعر العراقيات بأنهن لسن محبوبات في غرف الملابس، وتقول زينب:"بعض الفتيات يخفن منا"، في حين ترى العنقبي"بالنسبة الى الكثيرات، العراق يعني الشر"، وتستدرك زينب على الفور للتخفيف من حدة تصريح زميلتها"لكن ليس الإيرانيات". وتتبادل الرياضيات العراقياتوالإيرانيات الود والتعاطف في الوقت الذي تحيي فيه إيران"أسبوع الدفاع المقدس"في الذكرى الخامسة والعشرين لاندلاع الحرب مع العراق عام 1980. وترد زينب أسباب هذا التعاطف الى"أن الإيرانيات يفهمننا. لقد عشن الوضع ذاته الذي نعيشه الآن ثم تحسنت حياتهن شيئاً فشيئاً حتى أصبحت طبيعية. لم نتذكر شيئاً من تلك الحرب وكثيرات من الفتيات لم يكن قد ولدن بعد. الحكومات لا تعني الشعوب. لقد جئنا الى هنا كصديقات ونريد أن نتعامل كصديقات".