يعطي الضغط الاميركي المتزايد على ايرانوالعراق، دفعاً نحو تحقيق البلدين تقدماً ملحوظاً في تطبيع علاقاتهما، خلال زيارة وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الى طهران أواخر الشهر، اذا توافرت الإرادة السياسية اللازمة لدى الطرفين لتحقيق تقدم نوعي أو حتى مرحلي، علماً ان كلاً منهما كان يتهم الآخر بافتقاد تلك الارادة، ما عرقل التطبيع بين بغدادوطهران. ونقلت صحيفة "الاتحاد" الاسبوعية العراقية أمس عن ناجي صبري قوله خلال لقائه مشاركين في ندوة عن الاعلام وانتفاضة الأقصى، ان الزيارة المتوقعة في 26 الشهر الجاري تندرج في اطار "تطوير العلاقات بين البلدين الجارين، والسعي الى اغلاق الملفات العالقة بينهما". وزاد ان العراق يسعى الى "علاقات حسن جوار" مع ايران تستند الى "عدم التدخل في الشؤون الداخلية وتسوية المشكلات العالقة". وتأتي على قائمة تلك الملفات غير المعقدة، القضايا الانسانية ومنها ملف الأسرى والمفقودين، على رغم ان البلدين قطعا شوطاً كبيراً فيها. اذ تقول أوساط لجنة الأسرى الايرانيين ان 97 في المئة من القضايا المتعلقة بهذا الملف حلت، وتفيد أوساط في طهران ان هناك آلافاً من الجنود الايرانيين الأسرى ما زالوا لدى العراق، وهو ما تنفيه بغداد التي تؤكد ان آلافاً من جنودها ما زالوا لدى ايران. وهناك مو ضوع التعويض عن الخسائر التي لحقت بإيران خلال الحرب مع العراق 1980 - 1988، وهو مطلب يقوم على نظرة ايرانية تعتبر ان بغداد هي التي بدأت الحرب. وان قرارات الأممالمتحدة يؤكد ذلك، وهو ما يرفضه العراق. في المقابل تطالب بغداد باستعادة طائراتها التي لجأت الى ايران عشية حرب الخليج الثانية، وتتكتم المصادر الايرانية على عددها. وتشكل القضايا الأمنية واحداً من أبرز الملفات الشائكة بين الجانبين، ومنها أمن الحدود، والعمليات العسكرية للمعارضة الايرانية المدعومة من العراق، كمنظمة "مجاهدين خلق" ويقابلها نشاط المعارضة العراقية الاسلامية المدعومة من ايران. ويرى بعض الأوساط الايرانية المطلعة ان "من المستحيل لطهران المساومة على قادة المعارضة الاسلامية العراقية وعناصرها". وتضيف ان هذا ليس بالضرورة حال المعارضة الايرانية لدى العراق. وقد تكون عاملاً مساعداً للتطبيع مع بغداد، معارضة طهران التهديدات الاميركية بتوجيه ضربة عسكرية الى العراق، تزايدت التكهنات حولها، خصوصاً ان واشنطن لا تستبعد ضرب أي دولة في اطار "الحرب على الارهاب". "أهداف مشتركة" الى ذلك أ ف ب، توجه وزير النقل والمواصلات العراقي احمد مرتضى الى طهران امس، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام، بدعوة من نظيره الايراني وزير الطرق والمواصلات أحمد خرم. ونقلت اذاعة بغداد عن مرتضى قوله ان العراق "يسعى دائماً الى توثيق علاقاته مع الجارة ايران، من أجل توسيع آفاق التعاون المشترك، خدمة لمصلحة الشعبين والبلدين الجارين". وعبر عن أمله بأن تسفر زيارته عن "دعم سبل زيادة حجم التبادل التجاري والفني والاقتصادي بين العراقوايران، وتفتح مجالات جديدة تخدم الأهداف المشتركة، وتشكل مدخلاً مهماً لمستقبل العلاقات بين البلدين". وكانت صحيفة "الرافدين" العراقية أفادت الاسبوع الماضي ان وفداً من وزارة النقل والمواصلات سيناقش في ايران انشاء خط للسكك الحديد يربط بين بغدادوطهران، وسيثير موضوع اعادة الطائرات العراقية المدنية والعسكرية.