اندلعت مواجهات عنيفة في مناطق عدة في اقليم دارفور، غرب السودان، بين القوات الحكومية والمليشيات الموالية لها من جهة والمتمردين من جهة اخرى، ما أدى الى انسحاب وفدي حركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"من المحادثات الجارية في أبوجا لتسوية النزاع في الاقليم لمدة ساعتين احتجاجاً. وتبادلت اطراف النزاع اتهامات بالمسؤولية عن تدهور الاوضاع الامنية، وطالبت الاممالمتحدة جميع الأطراف ضبط النفس وحذرت من تأثير الهجمات على مفاوضات السلام. وينتظر ان يقدم مبعوث الاممالمتحدة الى السودان يان برونك تقريراً عن الاضاع الامنية والانسانية في الاقليم اليوم الى مجلس الامن. وقال بيان للناطق باسم الجيش السوداني الفريق عباس عبدالرحمن الخليفة، إن قوات"حركة تحرير السودان" هاجمت عصر اول من أمس مدينة شعيرية شرق مدينة نيالا ثانية كبرى مدن الاقليم ونهبت ممتلكات المواطنين، مؤكداً احتفاظ الجيش بحق"الرد بقوة وحزم على كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد ومكتسبات الشعب". وعلى اثر المواجهات توقفت محادثات ابوجا بين الحكومة والمتمردين ساعتين، بعد انسحاب وفدي التمرد احتجاجاً ورفضهما العودة الى طاولة التفاوض إلا بعد تدخل الوسطاء الافارقة. وقال الناطق باسم"حركة العدل والمساواة"احمد حسين ان المفاوضات توقفت لمدة ساعتين بعد انسحاب الوفدين. وأصدرت الحركتان بياناً مشتركاً سلم الى الاتحاد الافريقي، طالبتا فيه بتحقيق دولي في الهجمات، وحملتا الحكومة المسؤولية. وأعلنتا رفضهما العودة للمشاركة في ورش العمل عن اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الا بعد انتهاء التحقيق الدولي، لكن كبير مفاوضي الاتحاد سالم احمد سالم اقنعهما بالعودة الى ورش العمل، ووعد بأن تجري لجنة مراقبة وقف النار تحقيقا في الأوضاع الأمنية. وقال الناطق باسم بعثة الاممالمتحدة في الخرطوم جورج سومرويل، في مؤتمر صحافي أمس، ان نائب المبعوث الدولي تاي زيرهون اجرى محادثات مع وزير الدولة للخارجية التجاني فضيل امس ركزت على تدهور الاوضاع الامنية في دارفور، موضحا ان الاخير ابلغ المنظمة الدولية ان قوة من"حركة تحرير السودان"سيطرت على منطقة صغيرة قرب مدينة شعيرية في جنوب الاقليم، وطالب بممارسة ضغوط على المتمردين لوقف هجماتهم، مشيرا الى انسحاب منظمات انسانية من المنطقة. وتحدث سومرويل عن استمرار الهجمات وأعمال العنف فى مناطق اخرى. وقال ان عشرة مدنيين قتلوا اثر هجوم على بلدة كوبي كما قتل واصيب آخرون في هجمات انتقامية من قبائل على متمردين في جبل اتيم، موضحاً ان خمسة قرى اخرى قرب منطقة شنقل طوباي في شمال دارفور شهدت مواجهات قتل فيها نحو عشرة اشخاص وأدت الى نزوح ألفي مواطن. من جهة أخرى، أكد سومرويل استمرار الاممالمتحدة في نشر قوات لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، مشيراً الى وصول 229 مراقباً من زامبيا الى منطقة ابيي أخيراً. وعزا التأخير في نشر عشرة آلاف من القوات الدولية الى اجراء فحوصات طبية على القوات في دولها قبل وصولها الى الخرطوم، بحسب طلب الجيش السوداني.